"أراقب خلفَ البابِ شروقَ ابتسامتك
و تغيبُ عنيّ، من كُثر الشوق أحاسيسي
يتدلى الليلُ في جبروتهِ باهتاً
و يُطفئُ الإنتظارُ فوانيسي"🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋
حرّكت السيدةُ مارثا رأسها ممتنة بعدما وضعت ايمي كوب الشوكولاتة الساخنة الذي طلبتهُ أمامها، لم تكن صاحبةُ متجر الكتب العتيق المجاور ترتاد المقهى إلا حين تزورها ابنتها رفقة أطفالها المشاغبين الذين تطلق عليهم اسم " الدبابير" لشدة إزعاجهم و نشاطهم الغير محدود.
شردت ايمي و هي تقصّ على مسامعها آخر كوارثهم، اكتفت بهزّ رأسها حين أدركت أنها لم تلتقط شيئا، في تلك الأثناء أشارت لها الشابةُ التركية بيدها،و التي لم تلج إلا قبل لحظات قليلة، استأذنت ايمي من السيدة و توجهت نحوها.بعد انتهائها من أخذ طلبها همّت بالمغادرة قبل أن تستوقفها الشابة بصوتها الرقيق.
" أ لن يأتي اليوم؟ "
تضرّج وجهها بالدماء و ارتبكت قسماتها بشكلٍ جلي، ابتسمت بإقتضاب قبل أن تسألها من تقصد مدّعية عدم ورود شخصٍ محدد على بالها و بدل أن يشعرها نكرانها بالتحسن جعلها تحسّ بالغباء.
" ذلك الشاب الظريف،الملقّب بپيكاسو "
زادَ تورّد وجنتيها و أبدت توسعا طفيفا في عينيها كدلالةٍ على الإدراك اللحظي، مررت أصابعها على غرّتها في توتر قبل أن تجيب بأنها لا تعلم عن أمره شيئا.
تلك الإبتسامة الخبيثة التي سيطرت على ثغر الفتاةِ جعلت نبضات قلبها تثور، كانت تطالعها بنظراتٍ مُتّهمة غريبة قبل أن تشرع في إخراج دفترها ذي الغلاف الأحمر اللافت للنظر رفقة بعض الأقلام التي تبدو باهضة الثمن.
" هل أُخبرك سرّا؟ "
تسمرت ايمي مكانها بعدما قرأت الجدية في صوتها متشبثة بشعور مرهف، لم تُجب بشيء، لكنها عينيها كانتا تترصدان الإجابة بتوق، بوحشية
" ذلك الشاب، رؤيته تشعرني برغبة ملحّة في الكتابة، كأنه بركان إلهامٍ ثائر "
أحكم الصمت بحباله على حنجرتها، لم تنبس بشيء، شكّت للحظاتٍ في كونها لم تفهم بالتحديد ما كانت ترنو إليه حتى! و لأنها تمتلكُ هواية التهرّب من كلّ شيء يلفهُ الغموض أو حتى يلامس جزءًا ضئيلا منه بحيثُ يمتنعُ عنها فهمه، انسحبت بلباقة بعدما أومأت برأسها و توجهت إلى المطبخ مهرولة الخطى.
"ذلك الكازانوفا، أظنها حقا معجبة به "
تمتمت بإستغراب و هي تمدّ يدها لإلتقاط أحد الأكواب و قد علت ملامحها تعابير تتأرجح بين السخرية و الضحك.

أنت تقرأ
مقهى السعادة(مكتملة)
Fanficأُراقبُ خلفَ البابِ شروقَ ابتسامتك و تغيبُ عنيّ مِن كُثر الشوقِ أحاسيسي يتدَلى الليلُ في جبروتهِ باهتاً و يُطفئُ الإنتظارُ فوانيسي " يمنع الإقتباس أو السرقة "