[13]

700 118 23
                                    

"هل ترغبون ببعض الحلوى أيها الأطفال؟ "

صاحت بيسان بحماس مخاطبة مجموعةً من الصبية الذين كانو يلعبون الكُرة، توقف الجميع و توسعت أعينهم بسعادة قبل أن يركضو جميعهم ناحيتها و هم يهتفون.

وقفت ايمي جانباً تراقب تفاعلها معهم و ابتسامتها الجميلة، تساءلت للحظة كيف يمكن لشابٍ أن يقوم بهجر فتاة مثلها، لا شكّ أنه معتوه.

" ما خطبُ تلك الخالة لمَ لا تنضم إلينا؟ "

قالت أحدُ الفتيات الصغيراتِ التي انضمّت إلى الحفلة لتوّها لتضحك بيسان و تلتفت إليها ثم تغمزها

" هيا انضمّي أيتها الخالة"

" خالةُ من! أنا لا أزال صغيرة... "

أشاحت بوجهها بوجهها بعيداً متمتمةً بغضب لطيف.

" شعرها يشبه ذيلَ ميكو! "

ضحك أحدُ الصبيان فجأة و هو يشير إليها بإصبعه لينفجر الآخرون ضحكاً أيضا.

" من هو.. من هو ميكو يا هذا؟ "

" إنه أرنبي الصغير"

تسمّرت مكانها و زاد التهابُ أشداقها، لم تعلم كيف اندفعت فجأة لتمسك ذلك الصبي، وسط صدمة بيسان و صياح الأطفال جميعهم، وجدت نفسها تركض خلفه و هي تتوعّدهُ بقصّ لسانه و حلق رأسه بساطورٍ حاد.

"كيف تجرؤُ على التحدث معي هكذا و أنتَ بطول تفاحتين! سأخبر أمك!"

" لكنّك قصيرة أيضاً أيتها الخالة... "

توقفت تلتقطُ أنفاسها و هي لا تزالُ تتوعدهُ بأصابعها الصغيرة بينما وقفت بيسان جانباً و هي تشجعها بحركاتٍ طفولية.

" كان پيك محقاً حين أخبرنا أنها تبدو أكثر ظرافةً عندما تدّعي الغضب... "

نطقت إحدى الفتيات الصغيرات و فمها ملطخ بالكامل بالكريمة لتلتفت ايمي اليها بصدمة ثم تمرر نظرها إلى بيسان و هي تحافظُ على ذات الدهشة

" و أنا أتسائلُ من علّمهم الكلام بهذا الشكل!! "

" يبدو أن أحدهم لا يستطيعُ الكفّ عن الحديث عن أحدهم... "

ضحكت بيسان بخبث بعدما اقتربت منها و أحاطت خصرها بذراعها لتنتفض الأخرى و تبتعد و هي تحرك يدها بسرعة كمروحة علّها تنقدُ وجهها القابل للإشتعال من الحرائق التي لا تنفكّ تستعر على سطحه.

مقهى السعادة(مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن