[9]

921 142 9
                                    

(أضئ نجمة... لألمع أكثر)


لمَ تأخر هكذا؟ "

تنهّدت بيسان و هي تقلّب عينيها بينما يقف كيفن بجانبها في صمت و قد بدأ القلق في السيطرة على ملامحه.

" نحنُ نستطيعُ بدءَ العمل قبل وصوله ما خطبكما؟ إنه اليوم الثالث و قد إعتدنا الأمور بالفعل "

التفت الإثنان نحو إيمي التي كانت تضعُ البنّ في ماكينة القهوة.لم يستطيعا إنكار كلامها، اعتراهما شعورٌ مُذلّ أنهما اعتادا تلقي الأوامر منه فتبادلا النظرات ثم سعلاَ و أشاحا بوجهيهما بعيدا.

" طبعا نحنُ نستطيع العمل بدونه! النسوة دائما قادراتٌ على صنع المعجزات"

" القائلةُ سيدةٌ لم تستطع دهن جدارٍ واحد دون تدخّل رجل"

رمقتهُ بيسان بنظرة جانبية حادة و قد رقصت على شفتيه ابتسامةٌ ساخرة، ضربت كتفهُ بقوة ثم حثت الخطى نحو ايمي و هي تتمتم ببعض الكلمات المبهمة التي بدت شتائماً بالتركية.

جلس الجميعُ حول إحدى الطاولات و قدّمت ايمي القهوة.كان الإرتباك يرخي أسدالهُ على صفحة وجهها الشاحبة بشكلٍ واضح. أخذت تحتسي كوبها في صمت و هي ترفعُ نظرها نحو الباب بين الفينة و الأخرى.عندما فرغوا قصدت المطبخ لتغسل الأكواب فيما باشر كيفن و بيسان دهن الطاولات المتبقية.

دقّت ساعةُ منتصف النهار و بيكاسو لم يحضر بعد، الأمرُ الذي دفع كيفن للإتصال به، حاول مراتٍ عديدة لكن هاتفه كان مغلقاً. حين أخبر الفتاتين بذلك طأطأت ايمي رأسها و راحت تكمل دهن طاولتها بملامح متجمدة بينما ظلّت بيسان تراقبها في قلق.

في لحظة ما تركت الفرشاة التي كانت بيدها ثم راحت تقترب منها، انحنت نحوها و قد رسمت ابتسامة ساخرة.

" ذلك الشقي جعلنا نعتادُ على ضجيجه في الأرجاء أ ليس كذلك؟ "

حين رفعت ايمي مقلتيها شعرت بيسان بمئات الإبر تخز جسدها، كانتا مغرورقتين بالدمع...تلاشت كل الكلمات التي كانت بصدد قولها، شعرت برأسها فارغاً.

" يبدو أنّ الدهان قد أثّر على عينيكِ أيضا "

ازدردت ريقها و انفلتت منها ضحكة هادئة.هزت ايمي برأسها محاولةً غصبَ ابتسامةٍ باهتة قبل أن تربت الشابةُ على كتفها بلطف.

" لا تقلقي"

ركزت ايمي نظراتها المشدوهة في عينيها البرتقاليتين، هي حتماً لم تقصد الدهان، على الأقل لم تُخفِ مقلتاها ذلك...

مقهى السعادة(مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن