[21]

861 149 32
                                    

(لا تنسى التصويت💙)

" لن أسامحكِ أبداً على هذا الكعبِ يا بيسان"

وضعت إيمي يديها تحت الصنبورِ المتدفّقة مياهُهُ بقوّة و هي تطالعُ وجهها في المرآة الضخمة أعلاه بتعابير شبه باكية

هي لم ترتدِ الكعب العالي سوى مرّاتٍ بالكاد هي معدودةٍ على الأصابع لذلك لم تتعوّد تماما على السير به بإحترافية أو على الأقل بصورة طبيعية

و هي على تلكَ الحالِ من الإضطراب و الشتائم الداخلية التي ترسلها لصديقتها بالتخاطر لم تجد هاتفها إلا و قد رنّ فجأة بوصول إشعار، انتفضت بذعر قبل أن تسرع لتجفيف يديها و إلتقاطه، علا حاجباها بمفاجأة و انزلقت منها ابتسامة تورّط ما إن وجدت بيسان هي المُرسلة.

" هل وصلتها الشتائمُ بتلك السرعة؟ "

التفتت حولها بتوجّس ثم عادت لتقرأها بصوت مسموع

«كيف حالُ تُحفتي الفنّية؟ هل تبلين جيدا مع السيد جيون فُرشاة؟(وجوه ضاحكة)»

عبست بإسيتاء ثم راحت تطرق لوحة المفاتيح بسرعة و عنف كي تشرح لها مقدار المعاناة و المواقف المحرجة التي تعرّضت لها في وقت قصير من هذه الأمسية.

«يا إلهي كم هذا مثير! الجوّ متفجّر عندكِ يا فتاة»

«اصمُتي و أخبريني بسرعة كيف يجدُر بي التصرف بعد هذا؟»

«الأمرُ سهل، ستُثيرين غيرتهُ أكثر!»

«ماذا؟! أظنكِ فقدتِ صوابكِ تماما! أنا لا أحبّ فعل هذه الحركات السخيفة...»

«بالله عليكِ! كفتياتٍ كلّنا نحبّ رؤية ملامحهم الغيورة! لا تُنكري الأمرَ و تمثّلي دورَ الصخرة، أنا واثقة أنّ منظرهُ على تلك الحال قد أعجبك....»

تلبّستها حرارةٌ مفاجئة لتغلق هاتفها و تقوم برميه قرب الحوض بإنفعال، إلتقطت منديلاً آخر و راحت تجفف جبهتها التي لمعت بها قطراتُ عرقٍ عجِبت لتدفقها في مثل هذا الجو البارد.

" من قال أنّ ملامحه الغيورة أعجبتني؟ هل أنا مراهقة؟ "

تمتمت بسخرية و هي تعدّل أحمر شفاهها بيدٍ مضطربة ثم حملت حقيبة يدها، أخذت نفساً عميقاً و خرجت.

تحت أنظارِ مارتن المقابل لها، حثّت الخطى عائدة نحو طاولتها بينما يقابلها جيون بظهره العريض، لم يلتفت هذا الأخيرُ إليها إلا حين أضحت واقفة بجانبه، كان يطالعها بنظراتٍ جانبية غريبة.

مقهى السعادة(مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن