[7]

1K 148 45
                                    

حلّ الأسبوع المُنتظر أخيراً، كانت الساعةُ تشير إلى العاشرة إلا عشر دقائق حين وقفت إيمي أمام المرآة تُسرّح شعرها، توقفت يدها عن الحركة فجأة و هي تُطالع ملامح وجهها، لاحظت أنها كانت تبدو مُصفرّة بعض الشيء، راحت تمرّر أصابعها على بشرتها الجافة قبل أن تتمتم بسخرية: " حرفيا لا يفرّقني عن الرجال شيء! "

ركنت المشط جانباً على الطاولة ثم انحنت لتفتح الدرج الأول، تقوّس حاجباها حين تأكدت أنه لا وجود لما تبحث عنه.

" متى كانت آخر مرة اشتريتُ فيها مستحضرات تجميل ؟ "

تنهّدت بضجر و هي لا تزال تقلّب في الدرج.

" هل يمكنني مساعدتكِ يا آنسة؟ "

التفتت إثر الصوت المفاجئ الذي داهمَ أذنيها لتجد والدتها متكئة على الباب و هي تبتسم، تقدمت هذه الأخيرةُ نحوها بخطواتٍ بطيئة و هي تضعُ كلتا يديها في جيوب سترتها الصوفية، توتّرت ايمي و دفعت الدرج لا إرادياً على وقعِ تلك النظرات الغريبة التي كانت تعلو مُحيّاها. لم تجد نفسها إلا و هي تبوحُ لها بالأمرِ كأنها تبرّر ذنباً ارتكبته.

"أنا فقط... وجهي يبدو..."

" يمكنكِ أخذ ما تحتاجين من غرفتي عزيزتي"

ختمت ماري جملتها بغمزة لطيفة لتتضرج وجنتا ايمي بالدماء و ينبثق صوتها متقطعا و هي تحاول التبرير مجددا

" كلّ ما في الأمر أن وجهي يبدو شاحبا بعض الشيء لذلك... لذلك أردتُ وضع قليل من الكونسيلر فقط "

اقتربت منها أكثر و راحت تربّت على شعرها بلطف

" افعلي ما شئتِ عزيزتي، أنت جميلة في كل الحالات"

ابتسمت ايمي بإمتنان و هي تطالعها بأعينٍ برّاقة قبل أن تتراجع ماري للخلف ثم تستدير مغادرة، توقفت فجأة كأنها تذكرت شيئا ما ثم التفتت نحوها مجددا

" لقد تركتُ لكم بعض الشطائر و الحلويات في المطبخ،لا تتركي أصدقائكِ جائعين، ربما أعودُ متأخرة بعض الشيء"

" هل أنتِ ذاهبة لزيارته؟ "

سرت قشعريرة باردة في جسد ماري و هي تتصفّح الجمود القاسي الذي اجتاح وجه ابنتها لتومئ برأسها و قد كسرت نظراتها أرضاً، لم تضف ايمي شيئا، حملت المشط مجددا و راحت تمرره على خصلاتها الملساء لكن هذه المرة... بيدٍ مرتعشة.

*******

" أينَ أنتِ أيتها الحمقاء؟ لقد تجمّدنا و نحن ننتظركِ في الأسفل"

مقهى السعادة(مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن