حلّ الأسبوع المُنتظر أخيراً، كانت الساعةُ تشير إلى العاشرة إلا عشر دقائق حين وقفت إيمي أمام المرآة تُسرّح شعرها، توقفت يدها عن الحركة فجأة و هي تُطالع ملامح وجهها، لاحظت أنها كانت تبدو مُصفرّة بعض الشيء، راحت تمرّر أصابعها على بشرتها الجافة قبل أن تتمتم بسخرية: " حرفيا لا يفرّقني عن الرجال شيء! "
ركنت المشط جانباً على الطاولة ثم انحنت لتفتح الدرج الأول، تقوّس حاجباها حين تأكدت أنه لا وجود لما تبحث عنه.
" متى كانت آخر مرة اشتريتُ فيها مستحضرات تجميل ؟ "
تنهّدت بضجر و هي لا تزال تقلّب في الدرج.
" هل يمكنني مساعدتكِ يا آنسة؟ "
التفتت إثر الصوت المفاجئ الذي داهمَ أذنيها لتجد والدتها متكئة على الباب و هي تبتسم، تقدمت هذه الأخيرةُ نحوها بخطواتٍ بطيئة و هي تضعُ كلتا يديها في جيوب سترتها الصوفية، توتّرت ايمي و دفعت الدرج لا إرادياً على وقعِ تلك النظرات الغريبة التي كانت تعلو مُحيّاها. لم تجد نفسها إلا و هي تبوحُ لها بالأمرِ كأنها تبرّر ذنباً ارتكبته.
"أنا فقط... وجهي يبدو..."
" يمكنكِ أخذ ما تحتاجين من غرفتي عزيزتي"
ختمت ماري جملتها بغمزة لطيفة لتتضرج وجنتا ايمي بالدماء و ينبثق صوتها متقطعا و هي تحاول التبرير مجددا
" كلّ ما في الأمر أن وجهي يبدو شاحبا بعض الشيء لذلك... لذلك أردتُ وضع قليل من الكونسيلر فقط "
اقتربت منها أكثر و راحت تربّت على شعرها بلطف
" افعلي ما شئتِ عزيزتي، أنت جميلة في كل الحالات"
ابتسمت ايمي بإمتنان و هي تطالعها بأعينٍ برّاقة قبل أن تتراجع ماري للخلف ثم تستدير مغادرة، توقفت فجأة كأنها تذكرت شيئا ما ثم التفتت نحوها مجددا
" لقد تركتُ لكم بعض الشطائر و الحلويات في المطبخ،لا تتركي أصدقائكِ جائعين، ربما أعودُ متأخرة بعض الشيء"
" هل أنتِ ذاهبة لزيارته؟ "
سرت قشعريرة باردة في جسد ماري و هي تتصفّح الجمود القاسي الذي اجتاح وجه ابنتها لتومئ برأسها و قد كسرت نظراتها أرضاً، لم تضف ايمي شيئا، حملت المشط مجددا و راحت تمرره على خصلاتها الملساء لكن هذه المرة... بيدٍ مرتعشة.
*******
" أينَ أنتِ أيتها الحمقاء؟ لقد تجمّدنا و نحن ننتظركِ في الأسفل"

أنت تقرأ
مقهى السعادة(مكتملة)
Фанфікиأُراقبُ خلفَ البابِ شروقَ ابتسامتك و تغيبُ عنيّ مِن كُثر الشوقِ أحاسيسي يتدَلى الليلُ في جبروتهِ باهتاً و يُطفئُ الإنتظارُ فوانيسي " يمنع الإقتباس أو السرقة "