الإنفصال

449 21 0
                                    

لم يكن ماضي أمي سعيدًا ، ولا ماض أبي ..
لم يكن من المفترض أن يتزوجو من أول المطاف ، أبي كان غنيا و أمي كانت فقيرة ولكن أهل أمي أرغموها على الزواجِ منه ..،
لديا أختين و أخ ، أختي الكبرى تدعى : ليلي تفهمني كثيرا ولكن غبائها يسيطر عليها و الصغرى : ميلودي مزعجة كثيرًا ، اما عن اخي فهو الأكبر و إسمهُ نيثن.،
علاقتي بأبي جيدةُ سطحيًا ، فهو متغير المزاج كثيرًا و يصراخ لأتفه الأسباب ربما فقط من أجل فُتاتٌ في سيارته ، و كان يضربني من أجل ما جنيته في سيارته ، ليس كنوع الأباء الذين يحمون أولادهم ، ولكنهُ رغم صفاته إلا أنهُ كان يحبني _أو هذا ما اظنه على الأقل _
أما عن امي ، فكانت علاقتي جيدةٌ لأن أمي متفهمة و ليست عصبية _نعم أقول هذا خوفا منها ان قرأت القصة_ولكني افضلُ امي دائما ، لكن هذا لم يدم طويلًا..،
كانت عائلتي متماسكةُ جدا لكن في يومٍ من الأيام وعندما لم يكن أحد في البيت ، رجعت من المدرسةِ لأنني نسيت كتابي، ثم صعدت و لأنني سمعت نوعا من الكلام و الوشوشة ، فتظهر ان الصوت يأتي من غرفة الجلوس ، فذهبت ببطأ ثم فتحت الباب ببطء شديد فوجدت أبي و الخادمةُ متقربين من بعضهم و _بمجرد استرجاع الذكريات أريد ان_ و يقبلان بعضهم ، فتراجعت و خرجت من المنزل ،
ثم و عند خروجي إلتقيت بأمي راجعةٌ فسألتني:
"مالذي تفعلينهُ هنا ياإيلا ؟"
اجبتها بتوتر :" مـ.، أنا نسيت كتابي ..، "
أمي بتعجب : "هل أنتي بخير ؟ "
فقلت لها : "نعم يجب علي ذهاب لقد تأخرت ! "
رجعت للمدرسة و كأنني لم أرى شيئًا ، كانت في صدمةٍ من أمري.،
*
في المساء عندما رجعت دخلت فوجدت الأكل فوق الطاولة ثم قالت الخادمة أن الأكل جاهز ، فتجمعت عائلتي كي يأكلون العشاء _كل ما كنت أفكر فيه هو كمية الدماء التي ستنزل من عين الخادمة بعد ان أثقبها بالشوكة _، ثم
لمحت أبي يقبلُ أمي ، فقلت في نفسي:
مالذي يحدث بحقِ جحيم السماء !
اكلت بصمتٍ ثم صعدت إلى غرفتي و بدأت أبكي،
كنت أتساءل و أقول ماذا سأفعل ! الخادمةُ متزوجة ، و أبي الذي احبه ، ياللهول ماذا عن امي ! ثم قاطع تفكيري دخول أبي قائلا :
"مالذي حدث يا أبي ؟ لماذا تبكين"
أجبته قائلةٌ و التوترُ يراودني : "لا أستطيع النوم !"
ثم أمسك بيدي و أخذني لغرفته ، كانت أمي مستلقية على الفراشِ ثم قالت بوجهٍ يعمهُ التسائل :
" مالذي يحدث ؟ "
أبي وهو يبتسم : "لاشيء فقط إبنتنا تريد النوم معنا اليوم "
أمي وهي تبتسم بإستهزاء : "إبنتنا تبلغ من العمر 11 سنة ! ليست بطفلةٍ "
لم أبدي أي ردت فعل ، ثم إستلقيت بينهم و عانقوني ثم نامو ..،
لم أتحرك ، لا أستطيع الحركة ! ولم أستطيع النوم ،
كلما أغمضت عيني أرى أبي و الخادمة ..،
ألتفت ببطء شديد الى أبي ، أردتُ أن أقتلهُ في تلك اللحظةِ ،
أردت أن أفعل أي شيءٍ كي أوقف مفعول تلك الصورةِ في عقلي ! ، لكنني أحبه ! مالذي سأفعله ؟؟ لا أستطيع الصمود أكثر ..، سألتفتُ لأمي !
اخخ أيتها المسكينة..، تحبينني و إخواتي أكثر من أي شيء
كيف لي أن أخذلك هكذا ؟ هل أنا طفلة سيئة ؟؟
ثم بدأت الأفكار ترسمُ في عقلي و كنت قد أعلنتُ حربا على نفسي و كل من احب بدون علم ..،
لم أنم تلك الليلة بسبب افكاري ، ثم في الصباح ذهبت كالعادة للمدرسة و لكن عندما رجعت إلى البيت في ذلك اليوم لم اجد الخادمة ، لهذا سألت أختي الصغيرة فقالت انها لا تعلم ، ثم سمعنا صوت صراخٍ يأتي من الأعلى ، _فذهبنا انا و اختي الصغيرة_ و وجدنا أبي يمسكُ أختي الكبيرة من شعرها و كاد ليصفعها لكن عندما رأنا تراجع ، فدفعتهُ أمي ثم قال لنا بصوتٍ عالي : سحقا لكم جميعًا!
بعد ايامٍ قليلة اشتكت أمي به ولكن و لأنه غني و له الكثير من المعارفِ ، ادخلها السجن لمدة 4 اشهر ثم و بطريقةٍ ما تمكنت امي من اخذنا انا و اخوتي و مغادرة بلادنا ..،
لم تكن حياتي سهلةٌ بتاتا ، لكن عندما ذهبت قابلت هنري ..،

ضوء القمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن