حب أم ماذا ؟

405 19 0
                                    

قبل الخوض مرحلة هنري اريد ان اوضح بعض الأشياء ،
عندما إنتقلنا من بلادنا بسببِ أبي تغيرت حياتي كلها ، بقيت في المنزلِ بدون دراسة و بدون عمل ، ضاع وقتي و بدأت أحلامي بالضيعان..،
كل ما كنت أفكر به في أول سنةٍ هو أبي ، لم يشفى جرحه و هذا ما غير الكثير من شخصيتي !
أصبحت أشاركُ أحزاني معي ، لا أفضلُ أن تراني عائلتي أبكي
كنت كالوحش !
أحاول أن أتصنع شخصيةٌ لم تكن لي ، أردت العالم أن يراني قويةٌ
أقوى من أبي ! كل ما أردتهُ هو أن أصبح أقوى منهُ و أتخطى جرحهُ بالكامل ! ولكن ماكنت أفعله هو إضافة بعض من الملح فوق جرحي !
فبعد ذلك كرهتُ نفسي و كرهت عائلتي وكرهت كل رجل على وجه الكرة الأرضية هل تعلمون حتى العلاقات الجنسية كرهتها ، حتى أنني لم أعد أعانق أمي ولا إخوتي ! ، كنت اقول في نفسي في كل ليلةٍ :
ماذا الآن أيتها الحمقاء ؟ ستستسلمين ؟ يجب عليكي أن تكوني قويةٌ ولا تظهري لناس و عائلتك إلا القوة !
وهذا كان أول خطئٍ قد إقترفتهُ بحقِ نفسي و عائلتي بسبب أبي
أيام بعد أيام و أنا أحاول الصمود ، لكن بعدها أمي رأت حالتي و حاولت التكلم معي عن موضوع أبي و عانقتني ،
نقص الألم ... مالذي يحصل ؟ كوني أقوى ! _صوتا يراودني_
أمي مقاطعةٌ لذلك الصوت : كنت أعلم يا حبيبتي ! ، وهل تعلمين ما الاسوء في الأمر ؟
قلت لها و الدمعة كادت تذرفُ من عيني لأنني أردت ذلك الحظن أن يدوم للأبد : ما الأمر يا أمي ؟
أمي : لم تكن نيةُ أباكِ هي الخادمة ، قبل أسبوعين رأيتهُ من النافذةِ
هو و زوج الخادمة ..،
أجبتها بوجه متمسك وكأنه بركان على وشك الانفجار :
هل تقصدين أنهُ قد قبل زوج الخادمة من قبل ؟
أمي : لا ..، اكثر من ذلك .،
إيلا تمالكي نفسك أنتي أقوى من هذا .، ستمر كل شيءٍ يمر _قلتُ في نفسي _
*
بدأت أتجاوز حادثة أبي ببطءٍ شديدٍ جدا ، لكنني تجاوزتها و قد أتى وقتي كي اعيش حياتي و انسى كل ما مضى ،
ولكن ..، ولكن كيف أعيش ؟
منذ إنتقالنا لهذه البلاد أصبحنا فقراء ! ليس لي المال حتى كي أدرس
لا دراسه يعني لا أصدقاء! .. وحيدة
لكني أقوى من ذلك ، لهذا لونتُ وحدتي السوداء بألوان الصيف البارزة ، تعلمت الرسم و النحت و الكتابة أيضًا ، حتى الحياكة
حاولة جاهدةٌ تسريع وقتي ، كنت اريد حقوقي ولكني لستُ في حالةٍ تسمح لي باطلب من امي شيئا كهذا وهي اصلا تحاول الاعتناء ب 4 اطفال بدون اب !
ايام بعد ايام ، تحسنت علاقتي مع اختي الكبرى أكثرالتي لطالما ظننت ان امي تحبها اكثر مني و تحسنت ايضا علاقتي مع اختي الصغيرة التي ظننت ان ابي يحبها اكثر مني ، حتى امي تقرب مني و اصبحنا كالأصدقاء ايضا ،
أنا إيلا و أعترف أنني غيورة بعض الشيء ، اقصد غيورةٌ كثيرًا.،
كل مافي الأمرِ أنني إذا أحببتُ شيئا أحبهُ لنفسي فقط ،
ربما انا أنانيةٌ ولكن هذه طبعتي ، لا أحب الأخرين أن يعبثوا بأشياءِ، و أحاول دائما أن أسعى للكمال ، بداخلي أحيانًا اتساءل :
هل انا سيئةٌ أم جيدة ؟
لكني أدركةُ مع الوقت أنه لا يجب أن أسعى للكمال فهو شيءٌ مستحيل ! كل ماعليا فعله هو أن أكون أفضل نسخةٍ من نفسي !
عندما كنتُ سأبلغُ الـ : 16 ، بدأت حياتي بالتغير ،
سجلتُ في مدرسةٍ و أصبح لي أصدقاء كثيرون ، و تغلبت على ذلك الإحساس بالوحدة ، و أصبحت مشاكلي كمشاكل المراهقات! اخيرا
ليس علي القلقُ بوضع عائلتي المالي ! كل ما أريدهُ الان ،..،
هو هنري ، فتى يبلغ من العمر 18 سنة ، عيونه خضراءٌ و واسعة
و بشرتهُ السمراء الناعمة ، اما عن شعره فكان كالنسيم ،
ذلك الفتى الذي جعلني أفضلهُ على كل الرجال ، لا أستطيع إخراج نظراته التي أغرقتني فيها ، لم أحب من قبل ، لا أعلمُ إن كان هذا حبا أم لا ولكن كل ما أعلمهُ هو أنني أريده و هذا أمر جيد !
بطبيعة لا أتكلم معه كثيرًا فنحنُ أصدقاء في القسمِ فقط ، و كان عندنا واجب ، إختارتني الأستاذة كي أكون شريكته في الواجب !
ياللهول إنه أتي ، مالذي سأفعله الأن!! هل أبدو جيدة ؟! ياللهول !
هنري :"أهلا"
أهلا ، كانت أفضل كلمةٍ سمعتها في ذلك الأسبوع ، مالذي علي قوله ؟
"أهلا ..، "
هنري وهو يبتسم و ينظرُ لي بعينيه الخضراوين التي تشبه الزمرد ،
"كيف الحال لـ"
انتظرو ، هـ هل ناداني بإسمٍ مختصر !؟ ياللهول !
" أأنا بخير هنري " لماذا قلت إسمهُ ربما يجب علي أن أناديه بإسمٍ مختصر !
"هل سنذهب لبيتي أم بيتك ؟ أو تفضلين ذهاب للكفتيريا "
لماذا تسألني أنا أفضل الذهاب لأي مكانٍ تكون أنت فيه !
"متى" يالحماقتي
إبتسم هنري و حاصرني بنظراتهِ تلك ثم قال لي وهو يبتسمُ وهو ينزع السمعات من أذني :
"يبدو أن سماعاتك هذه قد تسبب مشاكل"
إبتسمت و أنزلت رأسي من شدة الخجل ، ثم قالت مرةٌ ثانية :
"عند إنتهاء الدوام !"
أخذ بيدي و وضع السماعات فيها وهو يبتسم ثم رحل ،
لماذا رحل ! كان بإمكانه البقاء قليلا ، لم يطلب رقمي بعد !
كيف سنتواصل !
إلتفت هنري و تقرب مني قائلا :
"صحيح لـ ! لم أخذ رقمك كي أشاركك الواجب "
ياللهول ! طلب رقمي !
أعطيتهُ رقمي ثم رحلت و لكنني و في طريقي لصديقاتي تذكرت أن صورتي في الواتساب ليست جيدة ، أو بالأحرى صورة لقطتي وهي ترتدي نظاراتي ، مالذي سيقوله عني !
غبية ؟ تافهة ؟ طفيلية ؟؟؟؟
فتحت التطبيق و كنت لأغيرها لكني وجدتُ رسالة جديدة فضغطت عليها ، كانت كالتالي :
"أحببتُ قطتكِ يا لـ"
ماــ..، هل احبني بطبيعتي أم ..، لا نحن فقط اصدقاء حاليا لا يجب علي التفكير هكذا !
عند إنهاء للدوام ذهبتُ إلى الكفتيريا و كنت متحمسةٌ كثيرا ،
فوجدته ينتظر ..،
"مرحبا" قلت ثم جلستُ مقابلةٌ له ،
رد علي "اهلا ، الـ أظن أنه يجب عليك الجلوس بقربي كي نحل واجبنا من نفس الكتاب"
كنت سأغير مكاني ولكنهُ أمسك الكرسي الذي كنت اجلس فيه و قربهُ إليه .،
"أردتُ مساعدتك"
"شـ. شكرا" هذه كانت افضل حركةٍ فعلها شابٌ بالنسبةِ لي ،
حللنا واجبنا وكل ما كنت افعله هو محاولة النظر إليه وهو يكتب ،
لست متأكدة من انني رأيت ملاكا ولكنه ملاكي !
"اخخخ اخيرا أكملنا تعبت هل تريدين شرب قهوة أم شيء ما ؟"
"شكرا ولكن يجب علي الذهاب "
شكرا يجب علي الذهاب !؟!!! لماذا قلت هذا !
الان سيقول انني لا اريده ! ياللهول
هنري : "ربما في وقتٍ أخر"
"طبعا بالتأكيد!" ياالهي!
إبتسم و قال لي : "إعتني بنفسك يا الـ "
"أانت أيضا"
ثم ذهب و رجعت و انا ابتسم ، وصلتُ للبيت ثم كنت لأذهب عند أختي كي احكي لها ولكنني وجدتها مع امي و اخي فقلت لهم :
"مرحباا! "
أمي "هل كل شيء بخير تبدين غريبة"
"أنا سعيدةٌ يا أمي !"
أمي وهي تبتسم :"جعلهُ خيرا يا إبنتي ؟"
أخي بنبرة استهزء : "ماسبب فرحك المزعج أيتها الحمقاء ؟"
دفعته قليلا ثم جلستُ بقرب أمي ، وكنت لاتكلم معها ولكنها قاطعتني بقولها :
"كدت أن أنسى ! نيثن سيجلب صديقه ، سيمكث معنا بضعة ايام "
نيثن:"كمنت الفرحة ! "
"يا إلاهي نيثن! لا احتاج اصدقائك فهم حتما مثلك ! "
ثم قلت للمرة الثانية:"سأغير ثيابي هل من شيءٍ يؤكل ؟! "
غيرت و اكلت لكن كل ما كنتُ اراه هو ابتسامة هنري !
*
في اليومِ التالي ، استيقظت على صوتِ المنبه ثم إستحممتُ و اكلت فطوري ثم لبستُ ثيابي .، فجأة رن هاتفي ..:
"أهلا إيلا"
"مرحبا كار كيف الحال !" كارمن صديقتي العزيزة
"ماذا حدث بينكم لم نتكلم امس يا إلاهي سأموت من الفضول"
"ما رأيك أن نلتقي الأن و نذهب معًا للمدرسة ؟"
قلتُ اها بحماس "موافقة ! "

تجهزت ثم التقيت ب كارمن و قلتُ لها كل ما حدث ، و لكن بطبيعة الحال يومي لن يمر بشكلٍ جيد مئة بالمئة ! كنت سأقطع الطريق لكن أحد الحمقى كاد ليقتلني ، فتوقفت انا وصديقتي ثم قال الأحمقُ : "هل تلبسين نظرات عبثا ؟""كيف تجرأ على قول هذا أيها الأحمق " حاول...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

تجهزت ثم التقيت ب كارمن و قلتُ لها كل ما حدث ، و لكن بطبيعة الحال يومي لن يمر بشكلٍ جيد مئة بالمئة !
كنت سأقطع الطريق لكن أحد الحمقى كاد ليقتلني ، فتوقفت انا وصديقتي ثم قال الأحمقُ : "هل تلبسين نظرات عبثا ؟"
"كيف تجرأ على قول هذا أيها الأحمق " حاولت صديقتي تهدأت الوضع لاكنه قاطعها قائلا : "أُغربي من وجهي أيتها المتهورة !"
فثقبةُ عجلت دراجته النارية ثم هربت _ولهذا السبب كنت أجري في البداية !_
أزعجني ذلك الوغد كثيرًا ولكنني تفاجئت لأنه لم يتبعني عندما كنت أركض !

وصلت إلى المدرسةِ متأخرةٌ انا و صديقتي ثم دخلنا و عندما التفتتُ قال لي هنري : "هل كل شيءٍ بخير ؟"
اجبته "نعم لماذا ؟ "
هنري وهو يبتسم "تبدين كالطماطم"
ثم فتحت كاميرة هاتفي فوجدت ان وجهي احمر لأنني ركضت ،
هذا التوقيت سيء جدا ، يا إلاهي هل رآني هنري بهذا الشكل !
اكملتُ درسي ثم قال لي وهو يمازحني "لماذا تلبسين نظارات قطتك ؟ "
اجبتهُ و أنا مستحيةٌ و أبتسم "إنها نظاراتي"
أخذ هنري النظارات و حاول إرتدائها ثم بدأنا نضحك و قاطع ضحكنا دخول كميلا ،،
اخخخ كميلا ملكة المدرسة ! مغرورة جدا و مزعجة و يبدو انها معجبةٌ بهنري !
كميلا بستهزاء "هل هذا نوعك الجديد ياهنري!؟ "
"مالذي تتحدثين عنهُ يا كميلا ! "
لا اعلم ما كنت سأقول ولكنني و لأول مرةٍ فضلةُ الصمت ، لكن هذا لم يدوم طويلا ، قالت كميلا وهي توجه الكلام لي :
"تراجعي يامتعمدة البرائة ! "
قلت لها "ماذا لو لم اتراجع ؟"
كميلا "انت لا تعلمين من انا كي تتحدثين معي هكذا !"
"انتِ بنتٌ غبية تظن أنها ملكةٌ ولكنك في الحقيقة مجرد حمقاء "
تعصبت كميلا كثيرا وكادت لتضربني ولكنني حاولت الابتعاد عنها لانني لا اريد الاشتباك معها انا بالفعل انفضحت !
تركت القسم و رجعت للمنزل باكرًا ، وعندما دخلت سمعتُ قهقهة امي ، فتحت الباب فدخلت و عندما رأتني قالت لي :
"اهلا ، الم تأتي باكرا اليوم ؟ هذا ألكسندر صديق أخاك "
إلتفتتُ و و يا إلاهي !

ضوء القمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن