الفصل 16: الرّجُل العجُوز

77 7 1
                                    

فتح كيوني عينيه وظلّ مركزًا على سقفٍ لم يعتد رؤيته، وعرف أنّه في مكانٍ آخر غير منزله.
ثم حاول النّهوض من الفراش لكنّه شعر بألمٍ شديد، و عندها سمع صوت أحدهم يقول:
"لا تُجهِد نفسك يا فتى".

عندما استدار كيوني، لمح رجلاً عجوزًا في الستّينيات من العمر، رأسه شائب ولحيته طويلة وملامح وجهه حادّة، مع ندبةٍ في عينه اليسرى.

لم يشعر كيوني بالراحة مع هذا الرّجل، فراح يسأله:
"منْ أنت؟ وكيف وصلتُ إلى هنا؟!"

فأجابه الرجل العجوز:
"عليك أن تكون ممتناً أيها الفتى، فقد أنقذتُك من موتٍ محقّق".

عندها تذكّر كيوني أنّه حاول الانتحار بالقفز من حافة جرفٍ، لكنّه نسي كل ما حدث آنذاك.

كان كيوني في حيرةٍ من أمره ثم سأل مرّة أخرى:
"كيف عرفتَ أنّني كنتُ ذاهباً إلى هناك لإنهاء حياتي؟"

أجابه الرجل:
"لم أكُن أدري، فقد مررتُ من هناك بالصّدفة، و لمّا رأيتُك حاولتُ الاقتراب منكَ لطرح سؤال، و فجأةً قفزتَ أسفل الجرف. كنتَ محظوظًا، لو لم تصطدم بالأشجار في الأسفل لما كنتَ حيًا الآن".

ظلّ كيوني صامتًا للحظة، وكأنّه اقتنع بقصّة الرجل العجوز، ثم قال بصوتٍ خافت:
"كان عليك أن لا تخاطر بحياتك من أجلي".

ثم قام الرجل العجوز واقترب من كيوني وسأله:
"هل تعتقد أنّ إنقاذك لم يستحقّ المخاطرة؟"

أجابه كيوني:
"نعم ، أعتقد ..."
وقبل أن ينهي حديثه، تلقّى صفعة من الرّجل العجوز.

ظلّ كيوني مصدومًا، لكنّه لم يغضب، ثم وضع الرجل العجوز يديه على كتفيْ كيوني وقال له:
"اللّه وحده يعلم مقدار الألم الذي مررتُ به ، لكن لم أفكّر أبدًا في الاستسلام، ولو للحظة".

الثلج الباردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن