الفصل 13: الزيارة

77 7 1
                                    

وصل زيستو إلى القلعة ، لكن الحرّاس لم يسمحوا له بالدخول لمقابلة شاندو ، بحجّة أن اسمه ليس وارد في قائمة سكان مدينة نافورا ، و بما أنه غريب فلن يُسمح له بالمرور من البوابة الرئيسية للقلعة.

ذهب أحد الحرّاس ليُعلم شاندو أن شخصًا غريبًا يريد مقابلته. في ذلك الوقت، كان شاندو يسعى جاهدًا لتلميع صورته داخل وخارج مدينة نافورا لذلك لم يرغب في طرد هذا الغريب الذي قصده ، فقد يسيء ذلك بسمعته و يخسر ثقة سكان المدن والقرى الأخرى ، لذلك وافق شاندو على مقابلة زيستو، وأمر حرّاسه بتركه يتجاوز البوابة.

كان شاندو ينتظر داخل غرفته الفخمة التي اعتاد استقبال ضيوفه فيها، دخل زيستو مع الحرس ، ولم يركع كما يفعل الجميع، لذلك صرخ عليه أحد رجال شاندو آمرًا اياه بالركوع ، لكن زيستو رفض ، أثار ذلك غضب رجال شاندو و أخرجوا أسلحتهم ، لكن شاندو صرخ عليهم وطردهم من الغرفة ، وبعد أن خرجوا ، اقترب شاندو من زيستو وقال له باعجاب:
"من أين لك هذه الشجاعة يا فتى؟"

ظلّ زيستو هادئًا ولم يجب على سؤال شاندو، ثم سأله شاندو مرة أخرى:
"ما الذي جاء بك إلى هنا يا فتى؟ ليس لدي وقتٌ لأمثالك".
أجاب زيستو:
"أبحث عن شابٍ من قريتي. لم أره منذ ثلاث سنوات. اسمه كيوني".

تغيّرت ملامح وجه تشاندو، وأصبح أكثر جديّة. ثم قال:
"تقصد ذلك الفتى بارد القلب؟ أجل، إنّه هنا".

ابتهج زيستو و عادت الحياة لوجهه و صاح قائلاً:
"أين هو؟ أخبرني من فضلك".

قال تشاندو:
"أخشى أنك لن تتمكن من رؤيته".

تفاجأ زيستو وقال:
"لماذا لا يمكنني رؤيته؟".
أجابه تشاندو:
"إنه في السجن ، وأنا لا أسمح للغرباء بزيارة السّجناء".

صُدم زيستو بعد سماعه ذلك، فغضب و راح يصرخ في وجه شاندو قائلاً:
"لماذا سُجن كيوني؟ ماذا فعَل لينتهي به الأمر محبوساً؟"

أجابه شاندو:
"لقد وجّه ليَ اتّهامات خطيرة منذ ثلاث سنوات ، وسجنته منذ ذلك الحين. طلبت منه مرارًا الاعتذار لي من أجل الإفراج عنه، لكنّه رفض، لن أخرجه من هناك قبل أن يعتذر لي".

شعر زيستو بخيبة أمل كبيرة، و انتابه الأسف على صديقه كيوني، و انحنى أرضًا وقال لشاندو:
"من فضلك دعني أحاول إقناعه ، قد يستمع لكلامي".

لم يكن شاندو معتادًا على إظهار الشفقة للآخرين ، لكنّه أراد هذه المرة ايجاد حلٍ لمشكلة كيوني العويصة ووضع حدٍّ لمعاناة ابن صديقه الغالي.

عندما رأى زيستو جاثيًا على ركبتيه يتوسّل ، أثّر ذلك في نفسه و قرّر وضع ثقته فيه، و آمن بقدرته في اقناع كيوني.

حصل زيستو على الإذن لزيارة صديقه و نزل حيث كان كيوني مسجوناً، و مرّ بجانب زنزانة كان فيها شخص مستلقٍ على السرير.

اقترب زيستو وأمسك بقضبان تلك الزنزانة وقال:
"أهذا أنت، كيوني؟".

الثلج الباردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن