وصل الرجل العجوز و الأخوان ويليس و فيليكس إلى المنزل لكنه كان خاليًا، و عندها قال الرجل العجوز:
"يبدو أنهم رحلوا قبل بداية الحفلة".استغرب الأخوان و قال ويليس:
"على كلّ حال لن نستفيد شيئًا من قتلهم".
و أضاف فيليكس:
"صحيح، ما الفائدة من القضاء على أشخاص ضعفاء، لكن كيف علموا بقدومنا؟ هل أخبرتهم بذلك أيها المسنّ؟"اندهش الرجل العجوز و ردّ على سؤال الفتى قائلًا:
"أحدهم كان يلاحقني طوال الوقت و قد اكتشفتُ ذلك لكني لم أتصرّف، لقد تظاهرتُ بالجهل ليرى كلّ شيء و يعود إلى هنا لتحذير الآخرين".ضحَك فيليكس و قال:
"كما هو متوقّع منك، لكنك كنت تخطّط للتخلّص منّا أليس كذلك؟"
ردّ عليه الرّجل قائلاً:
"نعم، كان هدفي استدارجكُما إلى هنا لقتلِكما".اقترب ويليس من الرّجل العجوز و قال:
"أنت لستَ ندّاً لنا أيّها المسنّ، و كما قلتُ سابقاً، نحن لم نأتي إلى هنا لنقتل أيّ شخص، بل استغلّينا الفرصة لنغادر مدينة فالتس اللّعينة".
و أضاف فيليكس:
"أخيرًا سننال حرّيتنا، و سنعيش بعيدًا عن والِدنا الحثالة".ثم سألهما الرجل العجوز:
"ما الذي تتفوّهان به فجأةً؟ هل أنتما مجنونان لهذه الدّرجة؟"
و صاح ويليس قائلاً:
"لن نعيش تحت رحمة شخصٍ دنيء مثل فالتيس بعد الآن، لقد سئمنا من معيشة الذلّ، و سننضمّ لصفوف شاندو فهو رجلٌ محترم و سيرحّب بنا بالتأكيد".زادت دهشة الرجل العجوز و شكّ نوعاً ما في صحّة كلامهما، لكن بعد أن دقّق النظر في أعينهما أحسّ بصدق مشاعرهما، و قال:
"خلال السنوات الماضية كان فالتيس يعاملني معاملة العبيد، صحيح أنّني لم أقضِ وقتي داخل زنزانة لكن حياتي لم تختلف عن حياة من كانوا خلف القُضبان، لكن منذ أن عرفتكما و راقبتكما و انتما تكبُران، شعرتُ أنكما مختلفان و لن تسيرا على درب والدكما الملطّخ بدماء الأبرياء، و في النهاية يبدو أن أحاسيسي لم تخدعني".و هكذا قرّر ويليس و فيليكس خيانة فالتيس و السعّي وراء الحريّة التي لطالما كانت مبتغاهما، اذ لم يكونا يُشبهان والدهما أبدًا، و رغم نفور الجميع عنهما إلا أن كلّ من في مدينة فالتس يشهدُون على صِدقهما و حسن أخلاقِهما، لكن سُمعة فالتيس السيّئة أثّرت على نظرة النّاس نحوهما، و عاشا حياتهما منبوذان من طرف الجميع.