في صباح اليوم التالي ، عندما خرج زيستو، وجد رسالة تحت الباب ، فتحها وقرأ هذه الكلمات:
"زيستو ، أعتقد أنك تعلمت الكثير مني ، لقد غدوت رجلاً الآن وأنت تعلم أنني أثق بقدراتك.
لقد ذهبنا للصيد مئات المرات خلال السنوات الماضية وأنا على دراية بموهبتك، كما أنّ باستطاعتك العمل من دوني. لقد تركتُ لك القارب ومفتاح منزلي، يمكنك المكوث فيه وقتما تشاء. اعمل واكسب المال وساعد عائلتك، اجعلهم يفخرون بك ، أنا أعوّل عليك، سنلتقي قريباً".كان زيستو سعيدًا جدًا بعد قراءة هذه الكلمات ،حيث اعتقد أنه سيضطرّ للبحث عن وظيفة نتيجة رحيل رفيقه. لكن كيوني ليس أبلهاً، وكان يعلم أن زيستو يعتمد عليه، لذلك قرّر أن يترك له قارب الصيّد حتى يتمكّن من الذهاب للصيد وبيع الأسماك للقرويين مثلما كانا يفعلان يوميا.
حلّ المساء ، و بعد رحلة متعبة، بلغ كيوني مدينة نافورا، وكان معه مبلغ زهيد من المال، لذلك قرر البحث عن منزل للإيجار بدلاً من الإقامة في فنادق باهظة الثمن، وبعد بحث طويل وجد شقةً لائقة.
كان كيوني مُتعبًا ولكنه لم يستطع النوم، فقد جاء من قرية هادئة ولم يكن معتادًا على جوّ المُدن الصاخب.
على الرغم من الإرهاق الذي تملّكه بعد رحلة طويلة، إلا أنه لم يخلد للنوم، لذلك قرّر القراءة قليلاً، لعلّ أن يساعده ذلك على الاسترخاء.فتّش في حقائبه ووجد كتابًا قديمًا لجدّه، و تذكّر عندما كان طفلاً وكان جدّه يروي له قصصًا من ذلك الكتاب.
أعاد له ذلك الكثير من الذكريات، و راح يتصفّح الكتاب المغطّى بالغبار.
و بينما كان يقلّب الصفحات وجد رسالة تبدو قديمة، قام بفتحها و قرأها، و كانت الكلمات كالتالي:
"كيوني ، قبل أن أموت ، أريد أن أخبرك الحقيقة التي أخفيتُها عنك.
لم يتركك والداك عن طيب خاطر ولكنهما أُجبرا على ذلك، فقد علما أن هناك من يستهدفهما، لذلك لم يرغبا في اصطحابك معهما إلى موتٍ محقَّق، بل اختارا التضحية بأنفسهما من أجلك.
إذا كنت تريد معرفة ما حدث بالفعل، فاذهب إلى مدينة نافورا و هناك ابحث عن رجل يدعى شاندو ، فهو صديق والدك ويعرف الكثير عما حدث في تلك الليلة.
من جدّك العزيز سامون".انتابت كيوني مشاعر مختلطة، فقد كان غاضبًا وسعيدًا في نفس الوقت.
طرأت على ذهنه أسئلة عديدة، لماذا أخفى عنه جدّه سامون الحقيقة؟ و ما الذي دفع والديه إلى الفرار ولماذا تم استهدافهما؟ ومن هو هذا شاندو الذي يعرف والده؟
عزم كيوني البحث عن هذا الشخص المدعوّ شاندو ، لأنه سيجد الأجوبة عن أسئلته عند هذا الرجل.