بعد ساعاتٍ من المشي المتواصل، وصل الجميع إلى مدينة نافورا سالمين، وتمّ استقبالهم بحرارةٍ هناك. وقد وفّر شاندو كل سبُل الرّاحة لضيوفه الذين أُرهقوا من رحلتهم الطويلة تلك، و علَت الفرحة وجوه القرويّين الذين مرّوا بيوم عصيبٍ لن يُنسَى.
في تلك الليلة ، أرسل شاندو اثنين من رجاله وطلب منهم احضار كيوني و اخباره أن شاندو يرغب في التحدث إليه.
تردّد كيوني في البداية ، ولكن لما رأى الابتسامة تعود إلى وجوه أطفال قريته، قرّر الذهاب للِقاء شاندو.
عندما رآه شاندو، وقف مبتسمًا وقال:
"لم أرك منذ فترة ، كيوني ، كيف حالك؟"نظر كيوني إلى وجه شاندو و قال:
"شكرًا لك على مساعدتنا، ولكن هل يمكنك إخباري لماذا استدعيتني؟"تلاشت الابتسامة من على وجه شاندو وقال:
"ما زلتَ كما عرفتُك، لم تتغيّر أبدًا".رد عليه كيوني قائلاً:
"الناس لا يتغيّرون".قال شاندو:
"حسنًا، استدعيتُك هنا لأُعلمك أن والدك أصبح رجلاً حرًّا".ظلّ كيوني هادئاً و لم يتحمّس مما سمعه، ثم قال:
"وماذا يتوجّب عليّ فعله؟"تجاهل شاندو سؤال كيوني واستمرّ قائلاً:
"كان هناك تمرّد في مدينة فالتس التي يحكمها فالتيس، وهاجم بعض المسلحين السجن و تحرّر جميع المُعتقلين، لذا من المؤكد أن يكون أبوك ضمنهم".لم يكن كيوني سعيدًا لسماعه هذا الخبر وظلّ هادئًا وقال:
"خيرٌ لهُ".جلس شاندو وتنهّد، ثم قال:
"ربّاه، لم أرَ قط إنسانًا يكره أباهُ أكثر منك".كان كيوني على وشك المغادرة، لكن كلمات شاندو القوية أوقفته:
"معك أو بدونك، سأسعى جاهدًا لانقاذ صديقي، و لن أتخلّى عنه أبدًا".التفت كيوني ونظر إلى شاندو، الذي كان مصراً و عازمًا على انقاذ والده، وقال:
"من حسنِ حظّهِ امتلاكُ صديقٍ مثلكَ".