بعد سويعات استفاق كيوني ووجد نفسه داخل زنزانة، وكان هناك حارسان بجانب البوابة ، وكانت هناك زنزانات أخرى لكنها فارغة.
كان كيوني يعلم أنه لن يخرج من ذلك السجن حياً، لأن كل من يدخل هذا السجن سيتّم إعدامه في النهاية.
مرت بضع دقائق، ثم دخل رجل طويل القامة في الخمسينيات من عمره، و نظرة الكراهية والقسوة باديةٌ على وجهه، وكان لباسه فخمًا ومرصعًا بالذهب.
ركع الحراس اجلالاً و احترامًا للرّجل الذي ظهر فجأةً، و عندها تأكد كيوني أنّ هذا الشخص الذي يهابه الجميع هو شاندو.
سار شاندو بضع خطوات ووقف أمام زنزانة كيوني ، وقال له:
"سمعتُ أنك تريد مقابلتي يا فتى، حسنًا سأحقّق أمنيتك الأخيرة، ماذا تريد؟"قال كيوني:
"أريدك أن تخبرني الحقيقة بشأن والدي".أطلق شاندو ضحكةً كريهة و قال:
"قتلتُ الكثير من الناس ، ولم أسألهم عن أسمائهم ، لا أعتقد أنّ باستطاعتي مساعدتك يا فتى".اندهش كيوني و قال:
"لا أعرف ما الذي تتحدّث عنه، لكن جدِي سامون نصحني بالمجيء إليك، قال أنّك صديق والدي".تغيّر وجه شاندو وأصبح جادًا، ثم قال:
"هل أنت حقا حفيد السيد سامون؟"ردّ عليه كيوني:
"نعم ، لماذا؟"أجابه شاندو:
"إذًا أنت ابن زارتو، أليس كذلك؟"و عندها صاح كيوني:
"أجل صحيح، ذلك اسم والدي، أنت تعرفه اذن!".أمر شاندو الحراس بفتح زنزانة كيوني، وبعد أن فعلوا ذلك، خرج كيوني و مشى باتجاه تشاندو وقال له:
"أرجوك سيّدي، أخبرني بما حدث في ذلك اليوم المشؤوم، أعتقد أنك تعرف الكثير".ثم قال شاندو:
"دعنا نخرج من هنا أولاً ، سنذهب إلى غرفة لائقة، وسأخبرك بكل ما أعرفه".رافق كيوني السيّد شاندو إلى أفخم غرفة في القلعة.
كان رجال شاندو في حيرة من أمرهم، اذ لم يخرج أحد حيًا بعد دخوله ذلك السجن، ليس هذا فقط، بل سيّدهم لم يستضف أحدًا من قبل في قلعته.
عندما دخل كيوني غرفة شاندو ، اندهش مما رآه ، كانت هناك أواني مصنوعة من الذهب ، ولوحات ثمينة معلّقة على الجدران ، والعديد من الأشياء الثمينة التي لم يرها في حياته.
أمر شاندو كيوني بالجلوس ثم أحضر زجاجةً من النبيذ الفاخر وسكب كأسًا لكيوني ، لكنّه امتنع عن الشُرب.
فُوجئ شاندو ثم قال:
"إنه لأمرٌ غريب! اعتاد والدك أن يشرب نبيذي دون أن يطلب إذني حتى".احتسى شاندو شرابه بسرعة ثم ضرب بكأسه على الطاولة وقال:
"من قال أنّ والدك ميّت؟"