❤الفصل الاول❤

2.6K 48 0
                                    

الفصل الاول

-أطلقتْ صرخةً تنافست في دويها مع الطلق الرصاصي الذي كان يهز جدران القصر الاثرية .. وعضت على شفتيها المكتنزتين الشبيهتين بالكرز الناضج حتى سالت منهما الدماء, فقد أبت أن يأخذها الألم على غفلة منها لتطلق صرختها الثانية, حتى لو كان الألم يتزايد عليها .. ألم كانت تشعر أنه من أشد ما تواجهه في حياتها, ولكن هذا الألم لن يهزمها لأنه لا شيء مقابل ما ينتظرها , فهي تنتظرها الحرب, حرب شرسة مع أعداء لا رحمة لهم كما لا رحمة لها في سبيل الدفاع عن المملكةوشرف العائلة الملكية وولي العهد الذي عليها أن تلده بصحة كاملة حتى لو كلف الأمر حياتها.

_ آليا , ساعديني علي أن ألد الطفل الآن .

صاحت بذلك من بين أسنانها في وجه المرأة الذي ازدادت تغضناته حتى غاصت ملامحها واختلطت ببعضها بسبب الرعب الذي غرس مخالبه في قلب مدبرة المنزل التي عُهد عنها الوفاء والصرامة في عملها, لكنها كانت تبكي حالها كحال جميع الخادمات التي تجمعن في غرفة سيدتهن بدعوى حمايتها بينما هم يحتمون بالغرفة الوحيدة التي مازالت مؤمَّنة في القصر .

_ آليا ...

صاحت فيها من جديد و هي تلفظ أنفاسها بصعوبة بالغة على فراشها الضخم . و أخيرا تحركت آليا من مكانها حتى لو أنها بدأت تنظر من حولها كالمخبولة كأنها لا تعرف من أين أتاها مصدر الصوت و قد أفقدها الرعب حتى ذاكرتها التي عاشت لسنوات كي تدون فيها تفاصيل حياتها التي وعدت أن تخدم فيها الملكة و عائلتها بكل تفانٍ و تضحيةٍ .

- لا تخافوا , إنه فقط طلق رصاصي , و هم لن يستطيعوا الوصول إلينا .

نظرت آليا بارتعاش إلى مولاتها كجميع وجوه الخادمات الشاحبات التي كن يحدقن في الملكة بعد صراخها ذاك فيهم و أسنانهم تصطك ببعضها البعض , فهيبة سيدتهم ما تزال طاغية حتى في ظروف قاتلة كتلك .

تحدثت أخيرا آليا إلى سيدتها بارتباك كبير لم تعرفه من قبل :

- مولاتي .. مولاتي, ماذا يمكننا فعله لك ؟ ماذا سيحصل ؟

- كل الذي سيحصل أنه علي ولادة طفلي الآن و عليه أن ينجو و لو على حساب حياتنا جميعا .

لم تستطع سماع جواب كبيرات خدمها و الذي كان زوجها أيضا يترأس مكانة مهمة في خدم القصر كرئيسهم الأعلى و الذي لم يكن يُعلم عن مصيره شيئا في تلك اللحظة غير أنه بقي خارجا مع باقي خدم و حشم البلاط الملكي , ففي نفس اللحظة فتح الباب كي يشهق الجميع بفزع و تنهمر دموعهم مودعين الحياة ظانين أنها آخر لحظاتهم , و كان ذلك نفس ما ظنته سيدتهم أيضا التي شعرت في تلك اللحظة بمعنى هلع أن تفقد كل شيء إن ماتت و طفلها ما يزال في أحشائها , فلا يعود للعائلة الملكية أي وجود لها .

ملوك تحت رحمة العشق لكاتبة ماروسكاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن