❤الفصل الثانى❤

992 31 0
                                    

الفصل الثاني.



"في قاعة الاجتماعات السرية"

_ علينا إطلاق سراحه.

التفتت جميع الوجوه الباردة إلى رأس الطاولة الضخمة التي ضمت عليها في جنح الظلام كل كبار وريثي العائلة ، نظروا إلى ثاني أهم وريث للسلالة ، كانوا يحدقون إليها باستنكار فما كان كلامها معقولا بالمرة ، بل إن بعضهم تجرأ على الجزم أن تكون قد أصابتها علة الجنون كي تفكر في إطلاق سراح عدوهم الذي أفنوا عمرهم و عمر أجدادهم حتى يصلوا إلى هذه المرحلة المتقدمة من مهمة مسح السلالة الملكية الحاكمة عن وجه الأرض

_لا بد بأنه لك سبب لقول هذا

عادت الوجوه كي تلتفت في وقت واحد لناحية اكبر وريثة في سلالة العائلة التي كانت تتصدر الطاولة ، سنها المتقدم وشتى الأمراض التي تعاني منها .. كل هذا لم يمنعها و لو لمرة واحدة من عدم حضورها لأي اجتماع سري للعائلة ، بل إنه لا يؤخذ أي قرار بدون موافقتها ، تظهر دوما بقوتها و شموخها ، و ترفض أن تظل جالسة على الكرسي المتحرك عند حضورها لقاعة الاجتماعات السرية ، فيحملونها حتى تجلس على كرسيها الضخم الذي يليق بمكانتها الرفيعة كما تفعل الآن و هي تنظر إلى ابنتها بهدوء ليس مستغربا من صاحبة الأعصاب الجليدية ، بل المستغرب كيف أنها طرحت سؤال كذاك على ابنتها ، ففكرتها لا تستحق حتى الاستماع اليها فما بالك بنقاشها .

و أكملت كبيرة العائلة كلامها ورغم صوتها الضعيف و الخافت إلا أن الرؤوس انخفضت احتراما و إجلالا لها و هي تقول لوريثة دمائها:

_بكل تأكيد لديك سبب قوي لتقترحي هكذا أمر .. هيا اخبرينا به

_شكرا جلالتك على هذه الثقة التي منحتني إياها

أحنت ابنتها رأسها باحترام و هي تقول ذلك ، كي تضيف بعدها و هي ترمق كل عضو في المجلس على حدة من نظراتها القوية الخبيثة.

نحن نحتجزه لدينا أكثر من ثلاثة أشهر و الأمر لم يفدنا بشيء اذ لم نفلح سواء بالتعذيب الجسدي أو النفسي و آخر التقارير تشير إلى أنه يقول لنا الحقيقة ، إنه لا يعلم مكان إرث الملكية و دون هذا الإرث الذي هو من حقنا لا نستطيع أن نستعيد مُلك بلادنا و اكتساب احترام شعبنا المخدوع بملك ليس من سلالة المملكة و لهذا فإن القرار الصواب أن نطلق صراحه حيث إعدامه يعني إعدام إرث الملكية.

_ و لكن فخامتك لتوك قلت بأنه لا يعلم مكان الارث .

أومأت للأمير لورانت ابن عمها ذي الشعر الأبيض و هو واحد من الذين قد يفنون أعمارهم لأجل استعادة حقهم الملكي .. بهدوء و ابتسامة صغيرة على شفتيها اللتان انفرجتا إلا لتقول : - أجل فخامة الامير لورانت ، هو لا يعلم شيئا عن مكان الإرث الملكي و هذا ليس كلامي بل كلام الاطباء و الخبراء النفسيين الذين يشرفون على حالته ، و لكن ماذا سنستفيد إن قتلناه ؟ فنحن لن نستطيع الوصول إلى مكان الإرث، بينما هو بلى ، يستطيع إيجاده و دلنا عليه ، فمن غير المعقول أن اجداده الذين سلبوا مكانتنا لم يتركوا له اشارات تدله للوصول لإرثنا الملكي.

ملوك تحت رحمة العشق لكاتبة ماروسكاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن