❤الفصل الثانى والثلاثون❤

292 10 0
                                    

الفصل الثاني والثلاثون

دخل بتمهل إليها، مشاعره كانت "هادئة"، لا تلك الكلمة لم تكن تليق كوصف لما كان يشعر به حينها، "برود جليدي"، ذلك ما كان عليه وهو يتقدم منها، كان ذلك هدوئه قبل العاصفة والذي كان سببه رؤيته للكونتيسة لاخر مرة، كانت في تابوت اسود وقد جهزوها للدفن، شديدة البياض وقد انطفأ نور الحياة في روحها وانسحبت الدماء من جسدها الضعيف، ألمه موتها كثيرا، هي المرأة الوحيدة التي لم تخنه من بين نساء قصره، هي الوحيدة التي حملت اسراره واثقاله على كاهلها، لو كانت فقط موجودة لواست قلبه على خيانة باتريسيا له، ولكنها لم تعد على قيد الحياة، هذا ما اكده جسدها البارد وهو يقبل جبينها قبل ان يرحل من أمامها ويترك امور الدفن لغيره، يكفيه توديعها في تابوتها والوقت التي ستدفن فيه سيكون هو ينتقم من قاتلتها..

-قتلتها..

رفعت وجهها المحمر إليه وقبل أن تفهم معنى كلماته، فاجأها بالعباءة السوداء التي رماها في وجهها، فأخفضت رأسها بألم وهي تمسك بالعباءة لكي تقع عينيها مباشرة على الدماء الجافة عليها.

كانت تلك العباءة قد وقعت في يدي الخدم الذين جلبوها له، وذلك بأمره بعد ان طلبهم بتفتيش القصر بأكمله وخصوصا جناحه الملكي، لربما يجد اسرارا اخرى كانت تخفيها عنه باتريسيا، لكي يكتشف اخيرا بواسطة عباءة سوداء تحت سريره ان باتريسيا أخبث مما كان يمكن لعقله ان يتوقعه حتى بعد افتضاح حقيقتها.

-أنا لم أقتلها.

كادت عينيه ان تخرجا من محجريهما عندما تمتمت بذلك، لم يصدق جرأتها الوقحة في قدرتها على تلفيق المزيد من الاكاذيب السامة، فمد يده بسرعة خلف رأسها فصرخت ألما عندما جذبها اليه من خصلات شعرها الشقراء، وقفت على قدميها عنوة وهي تبكي بقرب انفاسه الهادرة، نظر لعينيها من ذلك القرب المخيف وهو يقول:

-إذاً من قتلها؟ ستخبرينني بأنها فيكتوريا؟؟

هزت رأسها بالنفي، فجن جنونه لكي يدفعها بقوة على الجدار خلفها، اصطدمت به، واغمضت عينيها وهي تئن الما، في الوقت الذي كانت تسمع خطواته وهي تقترب منها بتمهل، يتلذذ برؤية نتائج تعذيبه لها، وقف أمامها، أمسك بوجهها يضغط بأصابعه الفولادية الطويلة على خذيها بقوة، وهو يثبت راسها على الجدار، يقترب بوجهه منها، ينظر لعيونها بلا شفقة، يكاد يقتلع عينيها الخضراوين من مكانهما فقط بنظراته الحمراء .. وقال لها بهسيس مخيف:

-تملكين نفس عيونهم، نفس شحوبهم ونفس غدرهم...

تسللت دموع أخرى بخجل من عينيها وتدحرجت على وجنتيها تتبع طريق أخواتها، وقد لمست الحزن في نظراته ونبرة صوته القاسية، حزن ممتزج بالغضب الوحشي، لقد كانت تلك ردات فعله على صدمة استفاق منها بأقسى الطرق الممكنة..

ملوك تحت رحمة العشق لكاتبة ماروسكاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن