❤الفصل الثالث والثلاثون والاخير❤

808 24 3
                                    

الفصل الثالث والثلاثون والاخير

فتحت عينيها بعذاب شديد, تقاوم ألمها وتنظر لتنك العينين الخبيثة القاسية, صاحبتها تحمل بيدها سوطاً جلديا, تتأملها باستعلاء كيف أن ذراعيها معلقتين بسلاسل فولاذية وفستانها تمزق على ظهرها الدامي, لكن مع كل ألمها ابتسمت في عينها وقالت:

-يتم جلدي لذنب الحب, وأنت؟؟ أين عقابك؟؟ الا يجب ان يكون اقسى من عقابي وانت التي كنت تعلمين بأمر هذا الحب ومع ذلك أخفيته عن العائلة الملكية وأرسلتني لعقر داره؟

صرخت باتريسيا ألما حتى تردد صدى صرختها في السرداب التعذيبي, عندما غضبت الاميرة لكلماتها الوقحة والجريئة فأجابت تساؤلها بجلدة من سوطها الوحشي, بعدها تركت لها بعض من الوقت حتى تأخذ أنفاسها وتستوعب ألمها, وهي تدور من حولها قبل ان تتوقف أمامها وتنظر لرأس باتريسيا المطأطأ من التعب والالم وقالت لها بنبرة مشمئزة:

-الكل يراك في العائلة عارا علينا لضعفك, اما انا فأرى خبثك الحيواني الذي سخرته فقط لمصلحتك الشخصية هو عارنا الكبير...

قاطعتها باتريسيا وهي ترفع رأسها تحرك يديها بقوة كمن تريد الوصول لعمتها ولكنها لا تنجح في ظل تلك السلاسل المحاصرة لها كعبدة ذليلة مع ذلك لم تتوقف عن إطلاق كلماتها الشرسة من بين أسنانها:

-وانت؟؟ الست أخبث من في هذه العائلة؟ انت أسوء مني بكثير, تبعثين بأفراد هذه العائلة واحدا تلوى الاخر نحو الهلاك من اجل أهدافك الخاصة, كما فعلت مع والدي بالضبط, لقد مات بسبب أفكارك وتخطيطاتك له لمواجهة الكسندر, ابي الذي لم تكترثي عندما آسره الكسندر وعذبه, فو كنتِ تهتمين له لاخبرتني على الاقل بأنه يتعذب في سراديب القصر الذي كنت انعم فيه بالحياة الرغيدة, ولكنك صمت حتى لا أحاول إنقاذه فتكون تلك مخاطرة قد تفشل خططك الخبيثة.

-والدك فاشل مثلك, ولا مكان للفشلة في هذه العائلة, لذلك مات كما ستموتين مثله الان.

أخفضت باتريسيا عينيها تحت أنظار الاميرة المراقبة لها ونظرت لبطنها بألم شديد, وقالت بحقد شديد دون ان تحيد انظارها عن جوفها الخاوي:

-لسعات سوطك كدغدغات مزعجة لا اكثر مقارنة بألم تمزيق رحمي وشعور ابني وهو يُسحق في داخلي.

أغمضت باتريسيا عينيها تتذكر الموت المحقق الذي كانت تنتظره, وكلمات فيكتوريا الاخيرة كانت ككلمات مودعة, ابنة الخال..

غابت عن وعيها لمدة طويلة, لم تعلم ما حصل لها في تلك المدة, كلما تذكرته ان استيقاظها الثالث من تلك الاغماءات المتتالية كانت في مكان غريب عنها, ضوء ساطع يحيط بها من كل جانب, حركت رأسها بصعوبة يمينا ويسارا وهي تغلق عينيها غير قادرة على احتمال لك النور قبل ان تفتحهما من جديد وتجد نفسها مدرجة بالدماء لدرجة أخافتها نفسها, ألمها الشديد لم يمنعها من ملاحظة تلك الاكياس الكبيرة التي تفوح منها رائحة عفنة, بين جدارين عاليين, لم يكن قد سبق لها أن رأت ذلك المكان, فهي لم تولد وتعش سوى وسط القصور ولم ترى غيرها, لكنها تأكدت في اخر اللحظات من انه تم رميها خارج القصر, في نفايات المدينة, كانت تفتح عينيها وتعيد اغلاقها تلقائيا, تئن ألما, فليساعدها أحد, فليأتي أحد لينقذها, حلم تحول الى كابوس عندما توقفت سيارات معتمة عند اخر الشارع الضيق, وهناك خرج منه رجال اقوياء, تتقدمهم امرأة توقفت بحذائها الانيق أمام وجه باتريسيا, التي قامت بمجهود عظيم حتى تستطيع فتح عينيها على وسعهما والتركيز في ضوء النهار الساطع على الوجوه المحيطة بها, وخصوصا وجه المرأة الهادئ, كل ما تمنته حينها باتريسيا وهي تعيد إغلاق عينيها, هو ان تموت والا ترى وجوه عائلتها ثانية ولكن أمنيتها طبعا لم تتحقق, تلك العائلة كانت تسعى للانتقام بوحشية, حتى أنهم قاموا بإنقاذها من الموت الوشيك, وقاموا بالمستحيل لكي تنجح عمليات رحمها الممزق, فيُخيل لمن تُحكى له حكايتها أن كل مجهودات عائلتها تلك من اجل ان يشفى اخر غصن في شجرتهم, ويستمر بالحياة, لكن الحقيقة كانت أنهم أنقذوا الغصن حتى يكسروه ويجردوه وهو على قيد الحياة من جذره, بالتعذيب والتذليل, لأنها لم تخن فقط ثقتهم واشعرتهم بالذل عندما رماها الملك في مطرح النفايات ممزقة الرحم بدمائهم ودمائه المختلطة, كمن يخبرهم انه كان أول من رفض ذلك الاختلاط, واول من قام بقتله, ورمى الابنة التي تحمل دمائهم في الشارع كالمتشردات بعد ان اكتفى منها, الا انهم ايضا أنقذوا حياتها حتى تعلن عن الاسرر التي اكتشفتها في القصر.

🎉 لقد انتهيت من قراءة ملوك تحت رحمة العشق لكاتبة ماروسكا 🎉
ملوك تحت رحمة العشق لكاتبة ماروسكاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن