❤الفصل السادس عشر❤

375 15 0
                                    

الفصل السادس عشر

أغمضت عينيها بقوة وهي تضم فيكتور الى صدرها عند سماعها لطلقات الرصاصية التي انطلقت فجأة في مكان ما في البيت الواسع وفي وقت واحد، فتحت عينيها وهي تشهق بالبكاء كطفلها الصغير والذي كان يصرخ ويأبى السكوت كأنما شعر بالخطر الذي يهدده ويهدد المرأة الوحيدة التي يعرفها كأمه.

اصمتا .. كم مرة أمرتكما بهذا.



حاولت ان تتكلم من بين شهقاتها المتواصلة:


- سأفعل أنا ولكن الصغير لا يفهمك.


-اذا سأفهمه بطريقتي.

أسرع ناحيتهما لكي يتوقف عند السرير وهو يرفع المسدس في وجه الصغير الباكي ويصيح فيه من بين أسنانه:

-اصمت .. عليك ان تصمت ايها المخلوق المزعج.

صرخت باتريسيا هي الاخرى ترجوه وهي تخفض رأسها حتى تحمي جسد الصغير من ذلك المتوحش الذي لم يكن مستعدا للعطف حتى على طفل رضيع، فقد شعرت بأنه في اي لحظة سيطلق عليهما الرصاص، لذلك أغمضت عينيها بشدة لا تريد النظر اليه حين يقتلهما، ظلت بأن ذلك الامر سيحصل في تلك اللحظة عندما صمت الرجل عن الصراخ فجأة، لكنه استدار ينظر لمقبض الباب الذي كان يتحرك بقوة وكأن أحدهم يحاول فتحه من الخلف، حافظ على صمته ذاك وصدره يعلو ويهبط في حركة سريعة، بينما العرق يتصبب من جبينه وهو يرى المقبض قد توقف عن الحركة، ما هي الا ثوان حتى سمع طرقات هادئة تتناقض تماما مع صراخ الرضيع وبكاء باتريسيا الذي كتمته فأصبح عبارة عن شهقات مختنقة بينما طلقات الرصاص تدوي في الخارح بين كل حين وأخر، لم يجيب على تلك الطرقات الغاية في الريبة، حتى سمح صوتا انثويا ذو فخامة وهيبة غريزية:

- افتح برنارد .. هذه انا.

رفعت باتريسيا رأسها تنظر للرجل الذي افتغر فمه عن ابتسامة واسعة قبل ان يركض ناحية الباب وهو يهتف قائلا:

-السيدة فيكتوريا.

لم تفهم باتريسيا شيء وهي تحدق فيه وهو يدير المفتاح بسرعة ثم فتح الباب ووقف عنده، ولأن جسده كان ضخما فهي لم تستطع رؤية من يقف أمامه، لكن الحارس تكلم مع الشخص المجهول بنبرة انتصار عامرة:

- حمدا لله أنكم وصلتم الى هنا بخير دون ان تفشل خطتكم، فقد تغيرت الامور في أخر لحظة ولم اعرف ما علي فعله سوى ان أغامر واحتجزهم في الغرفة حتى أسلمهما لكم.

انتظرت باتريسيا ان يتكلم الطرف الثاني فقد احتاجت لسماع ذلك الصوت ثانية لأنها شعرت بأن مسامعها تعرفه مسبقا، لكنها ندمت لأنها اصاغت كل حواسها للمجهول، فقد انتفضت بقوة عندما انطلق صوت كاختناق قصير المدى وقد كان مصدره مسدس ناري كاتم لصوت، تابعت عيني باتريسيا بذهول شديد جسد الحارس الضخم وهو يسقط على الارض بقوة جعلت باتريسيا تكز على أسنانها قبل ان تعاود رفع رأسها ببطء لكي تفغر فمها وعيناها تجحدان عندما التقت بعين واحدة خضراء امتزج بها لون ذهبي متوحش.

ملوك تحت رحمة العشق لكاتبة ماروسكاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن