الفصل التاسع عشر
أغمضت باتريسيا عينيها وهي ترتجف بين ذراعي الملك بينما كان يطبع قبلة على جبينها، كان هو من ضمها اليه وترك رأسها يستريح على صدره حيث كانت تستمع لدقات قلبه الهادئة المتناقضة مع دقاتها الصاخبة، كانت تَعُد بصمت كل دقة وكل نفس ينطلق من بين شفتيه وكل لمسة حبيبة منه لها وهو يداعب بشرتها او يمرر يده على شعرها، لم يكن هناك أي وجه للمقارنة بين ليلة زفافهما وهذه الليلة، مقارنة وحشيته بانسانيته وقسوته برقته معها، حتى أنها تمنت في نفسها الا يبعدها عن أحضانه أبداً، وابتسمت بتلقائية عندما زاد من شد ذراعيه حولها، هانئا بدفئ جسدها، قبل أن ترفع عينيها اليه بعد وقت طويل شعرت به قد توقف عن تمرير انامله برقة على ظهرها، فوجدته مغلقا جفنيه بهدوء، ظلت تحدق اليه مبهورة الانفاس في وجهه القريب منها المستكين بجانبها، وهي غير مصدقة لذلك القرب الكبير الذي بينهما وكيف انها تتامله وانفاسه الدافئة تداعب وجهها، ظلت تحدق بكل جزء في وجهه، كان بالغ وسامة غير عادية، وسامة ذو هيبة نبيلة ملكية، وكأنه خلق وعنجهية الملك في دمائه.
لم تكن لتمل من تأملها له، بل حتى انها كانت تحبس أنفاسها وتفضل الموت خنقا على أن تزعجه ولو بزفرة هواء صغيرة تفلت من شفتيها فتوقظه من نومه الهادئ، لكن الرياح جرت بما لم تشتهيه السفن الملكية، فأصغر العائلة الملكية هو من اختار تلك اللحظة بالذات كي يستيقظ من نومه كالعادة في الليل ويبدأ بالبكاء، لغته الوحيدة التي يستطيع بها جلب أمه إليه. عضت باتريسيا على شفتيها وهي تنظر للملك الذي لم يفتح جفنيه او قام بأي حركة يمكن أن تعلن لها عن سماعه لبكاء الامير الصغير، مما زاد ذلك من قلقها وهي لا تدري كيف عليها ان توفق بينهما، تريد تلبية نداء صغيرها وفي نفس الوقت لا تملك الشجاعة لكي تنزع ذراعي ملكها من حولها وتبتعد عن احضانه وهو في قمة غفوته، فظلت تنظر إليه بقلق يتلاعب بأعصابها حتى شهقت بصمت عندما كلمها وهومايزال مغلق الجفنين:
-اذهبي اليه، فذلك الطفل يجيد اختيار الاوقات المناسبة لتذكيرنا بوجوده.
هزت برأسها بسرعة من الفرح الذي كانت تشعر به وهي تشكره قبل ان تستقيم جالسة وقد اطلق سراحها من احضانه، ولم تلمحه عندما فتح عينيه بهدوء وظل يتأمل ارتباكها وهي ترتدي قميص نومها الابيض بسرعة كبيرة، قبل ان تركض بعفوية نحو غرفة الامير، وقبل ان تخرج منها حذرها قائلا:
-ولا تتأخري في العودة باتريسيا.
استدارت اليه ونظرت له بعينين متسعتين قبل ان تومأ برأسها أخيراً وهي تعده بسعادة رأها الملك تشع في عينيها بصدق:
- لا يمكن أن أتأخر على جلالتك.
أراح رأسه على الوسادات الناعمة من خلفه وهوينظر الى الباب الذي تركته مفتوحا، يصله صوتها الرقيق وهي تُحدث فيكتور، تسائل كيف يفهمها ذلك المخلوق هي دون غيرها فيصمت عن ازعاجه لكل أهل القصر فقط ما إن يراها؟؟
أنت تقرأ
ملوك تحت رحمة العشق لكاتبة ماروسكا
Romanceصراع بين حياة وموت صراع قلب بين عاشقين صراع انتقام وبقاء صراع من اجل دم ازرق ملكى انه صراع سحر عشق فى محرقة وياله من صراع الرواية منقولة