الفصل العاشر
فتح باب الذكريات بسرعة ودفعه بقوة وكأنه سيضبطها عند النافذة تعزف على كمانها الثمين، ولكن هزه الاحباط الشديد وهو يرى الغرفة خالية منها هي وكمانها السحري، الكمان هو الالة الوحيدة التي اخذتها معها للقصر الصيفي تاركة في البرج الشمالي آلالاتها الاخرى من آلة الفيولونسيل الضخمة وآلة الهارب الاثرية وبيانو يحتل بهو القصر في الاسفل، لكي يلقى الكمان حتفه معها في ذلك القصر المشؤوم ويظل هو هنا في البرج الشمالي ينظر لكل ما تركته خلفها غير مهتمة سوى بمرافقته هو وآلتها الموسيقية الصغيرة..
اقترب من النافذة ووقف عندها, فتحها على مصرعيها فأصدرت صوتا قويا هز أركان الغرفة عندما ضربتها قوة الرياح العاتية بالجدار الحجري, وترددت اصوات الامواج الشاهقة الهمجية, التي كانت تحرس قصره من تلك الجهة بشراسة شديدة, سمعه كان حاداً لذلك لم يخطأ عندما أيقن بأن لا صوت لموسيقى كمان حزين معذب اتى مع صفير الرياح وهدير البحر.
هل أصابه الجنون؟ألمه أن يشك في قواه العقلية وهو لا يرى أحداً على المنحدر الجبلي الذي كان يطل عليه البرج الشمالي للقصر، هل تكون الكونتيسا على حق وأنه اصبح يتوهم معزوفاتها وربما مع الوقت سيتوهم ايضا وجودها أمامه تكلمه بصوتها المخملي.
لم يستطع تحمل فكرة جنونه بها وهوسه بامرأته الميتة، لا يريد لنفسه الضعف بل القوة للانتقام. أغمض عينيه يستنشق هواء البحر لكي يفتحهما جاحظ العينين غاضبا بوحشية، يريد تحويل كل شيء أمامه لجحيم فقط لأنه شم رائحة خيانة
كيف اتهم نفسه بالجنون؟؟ كيف؟؟والبحر هو ما يخونه وليس حدسه .. الطبيعة أرادت ان تُكذب حدسه وهو لا يمقت اكثر من الخيانة والخداع .. لقد ضبطت حواس شمه الرياح وهي تحاول تهريب عبقها بعيدا عنه وأساغ السمع فتأكدت له خيانة البحر له وهو يحاول اخفاء صدى ألحانها بين أمواجه .. لن يسامح أبداً خيانة الطبيعة له.
استدار فجأة فوجدها أمامه تقف عند الباب تحدق إليه بصمت حزين .. رأى ما تريد قوله في عينيها لذلك منعها قبل ان تنطق به صائحا بحدة لا تقبل النقاش: - لا تقوليها .. فأنا لا أتوهم ندائها لي.
ثم أكمل وهو يقترب من الكونتيسة: - أشعر بها موجودة ..أشعر بها تناديني, لقد كذبت هذا الشعور لوقت طويل ولكن اليوم كان أقوى بحيث لم أستطع خداع نفسي بأنني أتوهم ندائها لي.
-هي ماتت.
صرخ بقوة:-ما الدليل على موتها حقا .. الا يمكن ان تكون قد نجت كما نجوت أنا؟جحظت عيني الكونتيسا غير مصدقة ما تسمعه وهي تقول له:- انت خرجت من القصر قبل الحريق ووجود باتريسيا والطفل اكبر دليل على موتها .. ثم كيف واتتك فكرة احتمالية عيشها في يوم زواجك.
أضاق عينيه وهو يحدق في الكونتيسا بصمت مخيف .. قبل ان يتجاوزها الى الباب ويقول: -اريدك ان ترحلي من هذا المكان وان كسرت حرمته مجددا فلن أغفر لك ذنبك هذا أبدا.
أنت تقرأ
ملوك تحت رحمة العشق لكاتبة ماروسكا
Romanceصراع بين حياة وموت صراع قلب بين عاشقين صراع انتقام وبقاء صراع من اجل دم ازرق ملكى انه صراع سحر عشق فى محرقة وياله من صراع الرواية منقولة