❤الفصل الثالث عشر❤

353 14 0
                                    

الفصل الثالث عشر


-هل اوقظ فخامتها سيدتي الكونتيسا؟



-لابد بأنها غطت في النوم من مدة قصيرة .. دعيها ترتاح قليلا ريثما تُعدون لها حماما دافئا.

-امر فخامتك...





كانت تلك الاصوات تتناهى لسمعها من بعيد .. وكأنها في قعر بئر عميق .. لكنها استطاعت في الاخير فتح عينيها بصعوبة لكي تتعرف على أصحاب تلك الاصوات الخافتة والخطوات الخفيفة,
نظرت بتشوش غير قادرة على تحريك جسدها بين تلك الاطياف الموحدة الزي وهن تتحركن بخفة تحمن حولها وفي غرفتها .. حتى لمحت أخيرا الكونتيسا وهي تقترب منها بأناقتها المعتادة ,نظرت باتريسيا إليها بوهن شديد، ولكنها استطاعت ان تميز نظرة الكونتيسا الجديدة عليها .. لكنها لم تصدق ذلك التعاطف الذي ظهر في عينيها .. هل حقا لان قلب تلك المرأة الحجري أم أن عقلها الباطن يواسيها بحلم رقيق بعد ان عاشت كابوسا على الواقع مع ملك ذلك القصر.لكنها لم تكن تحلم

،تأكدت من ذلك عندما وقفت الكونتيسا بجانب سريرها تسألها برقة غريبة شبيهة برقتها عندما اقتادتها للغرفة الملكية وهي تعلم نوايا الملك.

-هل أنت بخير؟

لم تجيبها باتريسيا .. بل اكتفت بدمعتان تدحرجتا على وجنتيها لكي تحطان في الاخير على وسادتها التي ألقت عليها رأسها حال ان استطاعت الخروج من حمام غرفتها الخاص. أكملت الكونتيسا بعدها قائلة:

-أنا اسفة لأنني لا استطيع تركك تواصلين نومك .. لأن الشمس قد اعتلت كبد السماء ومازال في القصر ضيوف من حفل الزفاف الملكي , المقربين جدا للعائلة الملكية وتجري العادة ان تشاركيهم الإفطار برفقة الملك.

أغلقت باتريسيا جفنيها بقوة حال ان سمعت اسم الملك يتردد على مسامعها , لا تريد رؤيته ولا تستطيع فعل ذلك , ولكنها قبل أن تستمر في ندب حظها بصمت, فتحت عينيها متذكرة نقطة مهمة كانت قد غفلت عنها, ماتزال في سريرها وغرفتها الخاصة منذ ان دخلتها قبل ما يقارب ساعة من الزمن , هذا يعني بأنه ولابد أنه اكتشف هروبها من غرفته ولكنه لم يطالب بعودتها بل يبدوا أنه لم يغضب من تصرفها كما توقعت فيسارع لمعاقبتها أشد عقاب
،ودت حينها لو تسأل الكونتيسة المترفقة بحالها في ذلك الوقت عن مكانه , لكنها لم تتجرأ على فعل ذلك خصوصا وهي ترى نظرات الشفقة في عيني الكونتيسة وقد ظهر واضحا بأنها تعلم ما تمر به باتريسيا .. قطعت إحدى الخادمات نظراتهما المتبادلة بصمت وهي تؤكد للكونتيسا بأن الحمام أصبح جاهزا وعندها حثت الكونتيسا باتريسيا على النهوض والاستحمام وتناول فنجان من الشاي بالاعشاب المهدئة .. قبل ان تساعدها المزينة على ارتداء فستان طويل حريري بلون زهري فاتح

،انيقا للغاية بوشاحه الابيض الذي يناسب عروسا سعيدة بينما في الحقيقة كان اختيارا ذكيا من الكونتيسا لإخفاء كتفي وذراعي باتريسيا التي يكشفهما الفستان الملكي ،فيفضح
كدماتها الداكنة التي شوهت بشرتها البيضاء ،
وقد أخفت المزينة باحترافية كل علامات الإرهاق والألم من على وجه باتريسيا حتى تبدو طبيعية لضيوفها المرموقين والشديدي الملاحظة.

ملوك تحت رحمة العشق لكاتبة ماروسكاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن