❤الفصل الحادى والعشرون❤

338 13 0
                                    



الفصل الحادي والعشرون

- هل وجدت زجاجة الرضاعة باتريسيا؟

لم تنطق ببنس شفة فارتعاش جسدها خوفا منه جمد عقلها عن التفكير حتى تقدم الكسندر اليها بخطوات خطيرة وابتلعت ريقها بصعوبة عندما تجاوزها بهدوء وتوقف عند السرير الواسع .. نظر لفيكتوريا بعيون تطمئن عليها وهو يتأكد من انها لم تستعد وعيها بعد, بينما باتريسيا تغيرت مشاعرها دون ان تدري من الخوف الشديد الى الكره والحقد الكبيرين للمرأة التي سلبت منها نظرات الملك القلقة واهتمامه الكبير بها.

مشهده وهو ينخدع بمظهرها المريض وغيبوبتها الكاذبة جعلها تستعيد رباطة جأشها، فتركت الحرية لدموعها حتى تنزل على خديها وطافت نظرة انكسار في بحر عينيها عندما استدار اليها أخيرا ينظر لها وسارعت تقطع عليه اي مجال للحديث عندما صاحت بصدمة مصطنعة باحترافية كبيرة:

- السيدة .. السيدة فيكتوريا...

من بين أسنانه هتف قائلا:

- أدري أنها حية باتريسيا فأنا أراها أيضا أمامي الان.

هزت رأسها بعدم تصديق وهي تتمتم قائلة:

-لا يعقل...

ثم تركته وقامت بالخطوة الاجرأ في تمثيليتها تلك عندما أمسكت بفستانها الطويل ترفعه عن الارض وركضت باكية خارج الغرفة بأسرع ما يمكنها كامرأة لا تستطيع استيعاب ما تراه أمامها.

بينما كانت باتريسيا تركض على الدرج كان هو ينظر للباب الذي بقي مفتوحا على مصراعيه بعد ان خرجت منه باتريسيا، عاد بعد لحظات بأنظاره لفيكتوريا، كانت تبدوا اكثر هدوء ورقة وهي تحت سطوة المرض. لكنه اضطر لتركها وحيدة من جديد وهو تحت سيطرة الغضب الكبير عندما خرج من الغرفة متوجها الى المرأة التي بدأت تتلاعب بناره.

جابت باتريسيا الغرفة بلا هوادة وجسدها كله يرتعش، وفجأة خطرت في بالها فكرة تقليدية، لكنها سارعت بتنفيذها عندما دخلت غرفة الامير فيكتور، شتمت في باطنها عندما وجدته نائما ولكنها مغ ذلك حاولت حمله بهدوء، فتح الطفل عينيه ببطئ قبل ان يعيد إغلاقهما مطمئنا لأحضان المرأة التي حملته، وظلت دقات قلبها تقرع كطبول الحروب وهي تسمع الملك يدخل الغرفة الملكية يبحث عنها للحظات قبل ان يكتشف خلوها منها فيتوجه الى الغرفة الامير حيث وجدها كما توقع واقفة تنظر اليه بعينين متسعتين وهي تحمل فيكتور بين ذراعيها.

- ضعيه في مهده وتعالي الى غرفتي.

تشبثت بالطفل بطريقة غريبة وهي تقول له:

- ولكن هكذا سأوقظه يا جلال...

قاطعها بصوتٍ علت نبرته بقوة بدل الهدوء الجليدي الذي حدثها به في البداية:

ملوك تحت رحمة العشق لكاتبة ماروسكاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن