ملوك تحت رحمة العشق لكاتبة ماروسكا

❤الفصل العشرون ❤

الفصل العشرون

أخفض رأسه غير قادر على مواجهة العجوز الذي كانت جالسة على كرسيها المتحرك بشموخ كبير, قطعت الصمت الذي سيطر على الاجواء بعدما نقلت له الخبر المشؤوم الذي وصلها منذ وقت قريب, تكلمت بصوتها المبحوح المقشعر للأبدان:

-غبي وفاشل, لا تستحق شرف دماء عائلتنا الملكية, الا يكفيك انني سامحتك عندما كشفت عن وجهك لهم في السابق.

تكلم بصوت خافت يحاول الدفاع عن نفسه:

-هذا لأنني ظننت أنهم سيموتون.

-ولكنهم لم يموتوا أيها الاحمق, فيكتوريا ما تزال حية لحد الان, ألم أأكد عليك قتلها بيديك؟

رفع رأسه للعجوز التي بدأت تسعل بقوة حال ان اكملت كلماتها, رأى احمرار وجهها الشديد وقد كلفها صراخها فيه مجهودا جسديا كبيرا, كان على وشك ان يسرع اليها حتى يطمئن عليها لكنها اوقفته بحركة من يدها وهي تقول له:

-لا تقترب, إنني لا اتحمل حتى النظر الى وجهك.

توسلها قائلا:

-ارجوك جلالتك, لقد أمرت بإحراق القصر وقد كنت متأكدا حينها من موتها, لم يخطر ببالي انها ستستطيع ان تتغلب على الموت بنفسه.

-تلك المرأة خطيرة جدا, أخطر من الكسندر نفسه, انها تتصرف بسرعة ودهاء كبير جدا في الوقت الذي لا يتوقع احدا منها ضربة مفاجئة.. لقد ظننت اننا قطعنا أكثر من نصف شوط الحرب بموتها الذي لم يحدث.

نظرت العجوز لعينيه وهي تردف:

-بسببك عدنا لبداية الحرب مع تلك الساحرة السوداء.

حينها جثى الرجل الضخم الجسد على ركبيته يركع أمام صاحبة الجلالة يتوسلها قائلا:

-أماه, اعطيني فرصة واحدة واخيرة, وأقسم لك بأنني سأخلص العالم من تلك المرأة الى الابد.

..............

دخلت الكونتيسة للغرفة الملكية، تطمئن على ان الامور تسير كما يحب الملك. أمرت الخدم بالإسراع بترتيب حاجيات باتريسيا التي كانوا منشغلين بنقلها من غرفتها الموجودة في الجناح الملكي.

باتريسيا كانت جالسة على الاريكة الملكية تحدق في الخدم الذين يتحركون من حولها بنشاط بينما الكونتيسة ترمقها كل مرة بنظرة باردة، لم تهتم بها باتريسيا وهي تربت على الامير الذي غفا بين أحضانها، قبل أن يفاجأهم الملك بدخوله الجناح الملكي فجأة, نظر لباتريسيا الصامتة للحظات قبل أن يحول نظراته للكونتيسة ويسألها قائلا:

-ألم ينتهوا بعد كونتيسة؟ فأنا أريد التحدث إليك في أمر هام.

نهضت باتريسيا لحظتها من مكانها واستئذنتهما قائلة: