❤الفصل الثامن عشر❤

366 14 0
                                    

الفصل الثامن عشر

- اهدئي باتريسيا ولا داعي لكل هذا الفزع والشحوب فانا لن أرغمك على رؤية جثث ضحايا الحرس.

-اشكرك.

تمتمت بذلك وهي تبعد وجهها عنه، غير قادرة على مواجهة عينيه، فحطت نظراتها على قفازيه الذين كانا على الطاولة أمامها .. ضمت حاجبيها لبعض وهي تلمح شيئا يلمع باحمراره القاني فوق الجلد الاسود، كانت تفكر في حمل القفازين عندما سبقتها يده وأمسكت بهما بسرعة وقد لمح نظراتها المستغربة، إلتفتت إليه حينها بذهول لكي تصطدم عينيها بقطرات داكنة على سترته السوداء، لم تلاحظها بالبداية لأن ثوب سترته ساعد في جفافها بدل جلد قفازيه الذي ظلت عليه الدماء رطبة براقة، هتفت وهي تمد يدها بغريزة الخوف الى سترته:

-انها دماء...

- هذا أمر عادي، فقد تشابكت بنفسي مع احدهم البارحة.

لكنها مررت أناملها على تلك البقع وهي تقول:

إنها طرية.

ثم رفعت وجهها بسرعة اليه تسأله بقلق كبير:

-هل أصابك شيء قبل أن تصل للقصر جلالتك.

حافظ على صمته ونظراته المثيرة لها عندما رفع يده ووضعها فوق يدها التي كانت ماتزال تضعها على تلك البقع فوق قلبه تماما، اربكها بلمسته تلك، فارتعشت نظراتها وهي لا تدري ما عليها فعله، وزاد من توترها عندما سألها:

- وماذا لو حصل لي شيء؟ لا أظنك ستهتمين بل العكس ربما تسعدين لهذا كانتقام مني لكل ما فعلته لك.

هتفت بسرعة جذبت المزيد من انتباهه:

لا .. مستحيل.

لماذا باتريسيا؟ -

سألها ذلك وهو يلامس خصلات شعرها التي كانت تداعب رقبتها الرقيقة، فنزلت أنظارها بحذر إلى أنامله التي تثير مشاعرها اليه، كانت تشعر حينها بفوضى عارمة في أحاسيسها فلم تكن بالشجاعة الكافية لمواجهة مشاعرها، ولذلك عندما أراد تقريبها اليه اكثر، سحبت يدها بسرعة من على صدره، مما فاجأه ذلك فأبعد هو الاخر يديه عنها، وهو ينظر اليها غير مصدق انها للمرة الثانية تنفر منه، بعد أن تكون هي من أغرته بالاقتراب منها في كل مرة يراها تتلهف لرؤيته والحديث اليه، تنظر اليه بخجل ليس لسلطته ولكن بخجل امرأة لرجل تحمل مشاعر خاصة ناحيته، هي من تجعله يريدها، بقدر ما هو غاضب من باتريسيا فهو سعيد لأنه استطاع التخلص من مشاعره المرضية لفيكتوريا حيث انه لم يكن يستطيع التفكير بغيرها، هو يرغب الان بشدة بهذه الفتاة، مع انها اصغر واقل جمالا وجاذبية من فيكتوريا وشخصيتها لا تصل ولو لجزء صغير من قوة شخصيتها ولكنها استطاعت ان تجعله ينظر إليها كامرأته وهو ينوي ان يكمل حياته الملكية معها، لكنها باتريسيا بنفسها تقف عقبة في وجهه.

ملوك تحت رحمة العشق لكاتبة ماروسكاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن