الفصل السادس والعشرون
ساعدت الخادمة باتريسيا على ارتداء معطفها الكشمير الرمادي, وأكمامه وياقته من الفرو الكث الاسود. تقدمت إليها الخادمة الاخرى بقفازين جلديين أحمري اللون, دستهما بأدب في يدي باتريسيا, التي أبعدت أنظارها فورا عن مظهرها الانيق المتجسد امامها في المرآة الضخمة عندما دخلت خادمة متقدمة في السن من الباب الداخلي لغرفة الامير, وصاحت بفرح غامر:
-حبيبي الصغير جاهز لتجول مع والدته في الحديقة.ابتسمت لها الخادمة التي جلبت لها فيكتور بين ذراعيها, ووقفت به أمام زوجة الملك, منحته باتريسيا قبلة طويلة على جبينه ثم اخذته من بين ذراعي الخادمة التي ظلت بجانبها طوال الوقت وهي تتجول في الحديقة الملكية.
كان الجو صحوا, مما شجع باتريسيا على إطالة فترة تجولها الصباحية تلك, فتوجهت للحديقة الخلفية للقصر, هناك حيت تلك الاراضي الخضراء الشاسعة والغابات الكثيفة, لم تستطع باتريسيا الابتعاد كثيرا وظلت قريبة من القصر, فالحدائق كانت ذو مساحة لامتناهية ويستحيل تجولها كلها بسهولة وبرفقة طفل صغير في جو ما يزال قارس البرودة, وعندما كادت تعود أدراجها رأت بعض رجال الحراسة الخاصة بالملك يرافقون طيفا أسوداً, محيطين به من كل جانب كأنه يخفونه عن أنظار من يمكن ان يقابلهم في طريقهم, مع أنهم كانوا يتخذون ممرات بعيدة عن الممرات الرئيسية للحديقة, توقفت باتريسيا مكانها وهي تراقب توقف الحراس أيضا وكأنهم يستمعون لطيفهم, التفت فجأة كبير الحرس الى باتريسيا, قبل ان يعيد النظر أمامه لشخص الذي يخفيه خلف ضخامة جسده, التفتت باتريسيا هي الاخرى الى الخادمة وأعطتها فكتور الذي ضمته تلك الاخرى بحذر كبير بين ذراعيها ثم طالبتها باتريسيا بالعودة لداخل القصر. مشت باتريسيا بخطوات واثقة مغرورة حتى وصلت للحراس الواقفين مكانهم بطريقة غريبة, وقبل ان يستديرو إليها سألتهم بصوت جهري وقد بدأت تشعر أنها فعلا ملكة حتى قبل تتويجها رسميا بذلك:
-أنتم هناك, رُفقة من كُلفتم؟
كاد الحارس يتكلم عندما سبقه صوت أنثوي طاغَ بقوته وجبروته على الجميع:
-صباحك سعيد باتريسيا.خرجت أنفاس على شكل دفعات مغتاظة من بين شفتي باتريسيا, التي ظلت واقفة في صمت تنظر لفيكتوريا وهي تظهر لها من بين الاجسام الضخمة للحراس الاربعة, اربعة من خيرة رجال القصر من اجل حراسة امرأة واحدة ومع ذلك كان الخوف في نفوسهم من ان تلاعبهم تلك المراة بذكائها وقوتها التي تبدوا كالسحر الذي لا تعويذة يمكن أن تفك شره, سحبت فيكتوريا قبعة ردائها الأسود عن جبينها وتركتها عند منتصف رأسها, حتى تواجه باتريسيا ملامحها بالكامل, الساحرة الجمال والمخيفة الحروق. توترت باتريسيا لرؤيتها لكنها مع ذلك رفعت يدها تشير اليها أمام الحراس عمدا حتى ترى فيكتوريا الخاتم الذي كان سابقا ملكها يحيط الان ببنصرها هي.. ولكن فيكتوريا تجاهلت وجود ذلك الخاتم كما لو كان معدناً عديم الجودة والقيمة:
أنت تقرأ
ملوك تحت رحمة العشق لكاتبة ماروسكا
Romanceصراع بين حياة وموت صراع قلب بين عاشقين صراع انتقام وبقاء صراع من اجل دم ازرق ملكى انه صراع سحر عشق فى محرقة وياله من صراع الرواية منقولة