❤الفصل الخامس❤

599 24 0
                                    

الفصل الخامس


كانت تنظر من حولها الى كل تلك الفخامة الملكية التي جعلتها تشعر بالشفقة عليها لأنها تدنسها, فمنظرها في ذلك القصر يبدوا كقطعة من النفايات وسط صندوق من الجواهر الثمينة وأقمشة الحرير الفاخرة. انتفضت بسرعة عندما فتح الباب فجأة, فالتفتت اليه لكي تنظر للمرأة التي كانت في عقدها الستين تخرج من تلك الغرفة التي ادخلوها اليها قبل قليل مباشرة بعد ان أتوا بها من السجن الذي أمضت فيه وقتا بدى لها طويلا جدا من الاسر والتحقيق والتجويع, وها هي الان تنظر الى تلك المرأة التي يبدوا عليها الرقي من أخمض قدميها حتى اعلى رأسها المكوم عليه بأناقة كعكة من الشعر الناعم السواد والذي ابيض الكثير من خصلاته فما كان ذلك سوى ان زادها وقارا وحزما .. حدقت فيها المرأة لدقائق عدة الى باتريسيا التي انكمشت على نفسها حتى تكلمت المرأة الاكبر سنا أخيرا تخاطب الحرس الذين جلبوها ومازالوا في مراقبتها:

-دعوها تدخل للغرفة ولوحدها.

ظهرت إمارات الذهول الشديد على وجوه الحرس وايضا التردد في تلبية آمر الكونتيسة التي تجاوزتهم جميعا راحلة لكي تفاجأهم بقولها من وراء كتفها.

- إنها أوامره.

بقيت باتريسيا تراقب خطواتها البطيئة مبهورة بجاذبية تلك المرأة ورقيها حتى وهي في سنها المتقدم ذاك ولم تستوعب كلماتها الاخيرة الا عندما شعرت بيدي الحراس على ذراعيها عندها انتفضت ونظرت إليهم بخوف وتوجس .. فحثوها على المشي وواحد منهم يأمرها قائلا: - ادخلي.

قبل أن تحاول حتى ترجمة كلمته تلك كانوا قد فتحوا الباب وزجوا بها داخل الغرفة لكي تغلق الباب خلفها .. فوقفت مكانها برعب تكتم أنفاسها عندما رأت ذلك الجسد الطويل يقف عند مهد تحيط به ستائر حريرية كثيرة لم تسمح لها برؤية الصغير الذي تأكدت بأنها لا تستطيع العيش بدونه عندما بقيت يومين كاملين في الزنزانة بعيدة عنه.

ارتجفت شفتيها عندما لم يتحرك الجسد الواقف عند المهد كما تقطع قلبها ألما لصرخات صغيرها .. رغبت بقوة لو انها تركض اليه وتبعد تلك الستائر عنه لكي تحمله وتضمه الى صدرها وتظل طوال الوقت تتأمل لملامحه الصغيرة البريئة بلا ملل ولكنها كانت متجمدة في مكانها خوفا من ذلك الملك الظالم الذي كافأها بالعذاب والسجن على حمايتها لابنه فكانت صدمتها من تصرف ملكها ذاك أكبر من دخولها السجن.

-اقتربي.

رمشت بعينيها بذهول تحاول ان تستوعب بأن الصوت الصارم القاسي الذي سمعته للحظات كان مصدره الملك الذي لم ينظر ناحيتها حتى تلك اللحظة, وعندما اطالت التفكير سمعته يردد ثانية بقسوة أكبر: - ما الذي تنتظرينه, اقتربي واجعليه يتوقف عن البكاء, اليس هذا هو السبب الذي جعلهم يأتون بك إلى هنا؟

ملوك تحت رحمة العشق لكاتبة ماروسكاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن