الفصل الثانى والعشرون

296 15 0
                                    


الفصل الثاني والعشرون

دخلت الكونتيسة للغرفة وهي تحمل صينية الطعام بيدها، تحاول أن تتأقلم مع حقيقة انها هي سيدة القصور ذو اللقب النبيل الكونتيسة مارغريت اصبحت تقوم بمهام الخادمات لامرأة خائنة لا تستحق هذا الشرف بان تخدمها الكونتيسة بنفسها، ولكن هذه كانت مهمة أوكلها لها الملك ولا تستطيع أن ترفضها مهما كانت مهينة، فهي مهمة تعني أيضا بأنها اكثر شخص يثق به الملك في القصر حتى يدعه يرى سجينته ويعلم هويتها.

اقتربت بحذر من السرير وعيناها لا تحيدان عن الستائر المنسدلة عليه، حملت بيد واحدة صينية الطعام حتى تستطيع يدها الاخرى رفع الستارة ببطئ شديد وتتأكد إن كانت ماتزال نائمة ولكن عينيها جحظتا بقوة وهي ترى السرير خاليا الا من الأغطية الحريرية، رفعت رأسها بسرعة فاصطدمت حينها بعينين خضراوتين تراقبانها بهدوء مخيف، فزعت الكونتيسة وكادت تفقد سيطرتها على الصينية التي تحملها بيدها وتقع منها على الارض ولكنها كانت امرأة سريعة البديهة واستيعاب المواقف فقد أمسكت بالصينية بكلتا يديها وملامحها تكتسحها الوجوم وهي تنظر لفيكتوريا الجالسة بعيدا على تلك الأريكة السوداء بصمت مميت.

- أراك تتعافين بسرعة.

لم تتحرك فيكتوريا من مكانها وهي تجيب ببرودها المعتاد:

- وأنا أرى معاملتك لي قد تغيرت عن اخر مرة كنت فيها في القصر.
وضعت الكونتيسة صينية الطعام على على السرير قبل ان تعاود الالتفات الى فيكتوريا وتكلمها ببرود وعجرفة واضحة:

-لم تعودي سيدتي منذ أن قمت بخيانة جلالة الملك وخيانتنا جميعا، ولتعلمي بأنك الان تحت سلطتي في غياب الملك.

لم تظهر أي تعبيرات على وجه فيكتوريا، مما جعل ذلك يوتر الكونتيسة التي ظنت بأنها ستستفز ثقتا بنفسها عندما تُذكرها بمكانتها الجديدة من ملكة الى سجينة القصر، وازدادت الكونتيسة حذرا رغم محافظتها على برودها امام فيكتوريا التي نهضت من مكانها واقتربت منها ببطء يثير الاعصاب، لكن ما جعل الكونتيسة لا تتراجع الى الوراء هي خطوات فيكتوريا العرجاء بسبب جرح ساقها، فذلك طمئنها أن فيكتوريا لن تستطيع أن تُقدم على فعل شيء خطير، ووقفت أمامها فيكتوريا تنظراليها بهدوء طبيعي مما جعل الكونتيسة تشعر بأنها في موقف أقوى من المرأة التي كانت ملكتها في السابق.

-اعلم بأنك سعيدة لكل ما حدث، فقد عادت سلطة القصر لك وعادت مكانة اليد اليمنى للمك لك أيض بعد ان سلبتها منك في الماضي، لطالما كنت متأكدة بأنك لم تحبي ان اكون قريبة من الملك لتلك الدرجة الكبيرة ولكنك لم تجرئي على اظهار هذا لي او للملك، بل كنت تساعدينه لتقرب مني حتى تحافظي على ثقته بك.

رفعت الكونتيسة كلتا حاجبيها وهي تجيبها بثقة كبيرة:

-ولكنني احترمت اختياره لك، لكنك انت من لم تستحقي تلك المكانة وهو الان اعادك لكي تكوني تحت إمرتي الخاصة .. سجينة خائنة لا تستحق ما نقدم لها من رأفة.

ملوك تحت رحمة العشق لكاتبة ماروسكاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن