❤الفصل السادس❤

527 20 0
                                    

الفصل السادس



كانت تنظر لظهره وهو يمشي متقدما بها, متشنجة الملاح وقد انسحبت الدماء من كامل جسدها فتركتها عبارة عن هيكل عظمي شاحب البشرة موشح بثياب سوداء, كانت خطواته قوية وسريعة حتى ان حرسه المرافق له كان يسرع في خطواته حتى يظل قريبا منه, تمنت ساعتها رؤية وجهه لعلها تفهم شيئا مما يدور في عقله, ولكنها ندمت لتمنيها ذاك فحال ان وصلوا لغرفة المكتب الملكي وفُتح الباب لهما حتى دخلت ورائه وانسحب الحرس من المكتب تاركين اياهم لوحدهم بحضور ولي العهد النائم الذي لم يعد يحمل لدنيا هما ما دام ينعم بأحضانها أخيرا .. استدار اليها الملك ومباشرة وبدون مقدمات تكلم قائلا: - لا اظن بأنه لديك أي اعتراض؟

لم تستطع الكلام وكيف تفعل وعيناه القاسيتان تجمدانها في مكانها, ولكنه أردف قائلا بنفس القسوة: - ألم تطلبي مني البارحة ان اتركك بالقرب من ابني بأي طريقة كانت؟ هذه هي الطريقة الوحيدة الممكنة فإن كنت موافقة عليها اخبرني الان.

لا تستطيع تحريك لسانها ولا حتى ان ترمش بجفنيها, اصبحت كصنم لا يستطيع تصديق ما يسمعه ولم تتوقع يوما بأنها ستتجرأ مع افكارها الصامتة وتظن الجنون بملكها ولكنها فعلت وشكت لحظتها فعلا بقواه العقلية.

-قولي شيئا.

نفذت آمره ذاك الذي أيقظها من سبات صدمتها عبر هتافه العصبي وقد بدى اكثر توترا منها لقراره ذاك.

-كيف يمكن هذا و...

قاطعها عن حديثها بسرعة قائلا: - بلى يمكن, بل انه يجب علي في اقرب وقت ممكن ان اجد زوجة مناسبة.

-لكن انا...

هذه المرة هي من بترت كلماتها بصمت مدقع عندما لم تعرف ما عليها قوله.. فأكمل الملك عنها:

-انسي كل اتهاماتي لك سابقا لأنك بدأتي منذ قليل عندما اعلنت خطبتنا على شعبي حياة جديدة لا تشبه شيئا في حياتك القديمة, وتأكدي بانك مناسبة ويكفي تماما بأن طفلي متعلق بك ولا يعرف غير أحضانك.

وكرر سؤاله الذي قرر هو مسبقا جوابه ولم تعرف ان كان يكذب على نفسه عندما يظن بأنه بعد ان اعلن قراره على الملأ فهو يعطيها حق الخيار: - هل انت موافقة ؟

اكتفت فقط بإيماءة من راسها .. لكنها لم تكن كافية له اذ انه صاح فيها قائلا: - نعم ام لا؟

ابتعلت ريقها بصعوبة وترقرقت الدموع في عينيها بوضوح وهي تنظر لذلك البريء النائم في احضانها, دفئ تشعر به معه لا يقدر بثمن حتى لو كان حياتها ولا تتخيل نفسها بدونه ابدا ولذلك تمتمت بصوت مبحوح قائلة:- نعم موافقة.

أومأ برأسه بهدوء وكأنه أراح ضميره لكي يقول بعدها وهو يوليها ظهره ببرود: - يمكنك الذهاب الان, سيوصلونك الخدم في الخارج لغرفتك في القصر.

ملوك تحت رحمة العشق لكاتبة ماروسكاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن