❤الفصل الثامن ❤

456 17 1
                                    

الفصل الثامن

وضعت كفها على فمها تمنع اقل نفس يخرج منها وهي تسمع الملك يدخل الى الحمام, لحظات وصوت المياه يتدفق بقوة من الحنفية لكي تبعد حينها يدها عن كفها بهدوء وتمسك اناملها المرتعشة بطرف الستارة تزيحها قليلا حتى تسترق بعين واحدة النظر اليه, تأملته وهو يغسل يديه بملامح واجمة ظهر عليها التعب واضحا وهو يحني بجذعه لكي يرش المياه الباردة على وجهه بكل عفوية قبل ان يستقيم واقفا ينظر الى نفسه في المرآة والمياه تقطر من وجهه الصلب.

سمرتها النظرة التي كان يوجهها لانعكاس صورته على المرآة الضخمة, لقد حملت عيناه كل كره العالم الذي امتزج بإرهاق تركه يظهر حينها اثناء اعتقاده أنه اختلى بنفسه بعيدا عن الاعين المتطفلة .. ضمت حاجبيها لبعضهما عندما مد يديه لسترته الفاخرة ونزعها عنه بهدوء, يعلقها على مشجب الحمام بعناية تامة كان سببها شعاره الملكي المثبت عند جيبه الاعلى لسترة, اذ أنه لم يتصرف بنفس العناية وهو يبدأ بنزع أزرار قميصه بحدة أجفلتها قبل أن يضع القميص جانبا لكي يظل صدره مكشوفا وقد ظهرت قوة عضلات جسده اكثر الذي يوليه عناية تامة كما لو أنه يعلم بأنه سيتوجب عليه الدفاع عن نفسه بنفسه امام اعدائه .. فلم يكن برجل يتكل على حراسه وخدمه لحمايته .. ولم يكن خفيا على باتريسيا حتى وهو خلف قميصه ذاك بانه رجل ذو بنية قوية جدا بل يكفي ملامحه التي لا تعرف كيف يوحي كل تفصيل منها بالأرستقراطية وفي نفس الوقت تجعل من ينظر اليه يهابه لقسوتها ووحشية لا تخجل من الظهور أمام البشر لتهديدهم من خطر الاقتراب من الاسد الجريح القلب العديم الرحمة .. لكن مع ذلك لم تدري بأنها لم تخف من التحديق فيه خلسة وكأنما أعجبها تأمل قوته ولحظاته العفوية الانسانية وهو مجرد من البروتوكول الملكي مع أنه لم يفقد ذرة من رقيه الغريزي الذي ينبعث من دمه الازرق المتدفق في عروقه ابا عن جد, توردت وجنتيها دون ان تعلم بذلك رغم انها شعرت بالحرارة تجتاح وجهها .. حرارة مختلفة عن تلك التي كانت تجتاحها للخوف الشديد الذي سيطر عليها وهي تسمع الملك وخلفه الكونتيسة يدخلان الغرفة وهي تختبأ في حمامه الملكي, حرارة رافقتها رعشة لذيذة جعلتها تنسى وضعها ذاك حتى افاقتها صدمة مد يده الى حزامه الجلدي الرفيع, وبدا بنزعه بنفس القوة الممتزجة ببعض الحدة فقد كان يبدوا انه لم يتجاوز بعد غضبه جراء حواره مع الكونتيسة او ربما شيء أخر اغضبه من قبل ان يرى الكونتيسة نفسها .. ربما المكان الذي كانت تطالبه الكونتيسة بعدم زيارته؟؟

لكنها لم تحتج الوقت للتفكير في حوار الملك والكونتيسة الذي كان مبهما بشدة لها, فمنظر الملك وهو يتصرف بعفوية من نفسه امامها ينزع ثيابه بالكامل أثار الدوار لديها غير مصدقة أنه ينوي الاستحمام وهي التي تنتظره ان يخرج من جناحه بأكمله حتى تتسلل الى غرفة الامير كما دخلت منها الى هذا الجناح الذي اصبح الان لعنتها.

ملوك تحت رحمة العشق لكاتبة ماروسكاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن