❤الفصل الرابع عشر❤

360 15 0
                                    

الفصل الرابع عشر

حدقت إليه بذهول وهو يولي ظهره لها، خطى ببطء نحو سريره الملكي ثم جلس عليه وهو يتنهد بصوت عالٍ، أسند راسه على مقدمة السرير الضخمة وهو يغلق جفنيه، بدى ضعيفا كما لم يبدوا لها يوما، كانت تعلم بأن هناك من خطب ما، منذ ان خرج الملك ليلة زفافه من القصر وحيدا وعاد بوجه جديد وحشي، والأن هي متأكدة بأن المشكلة كبيرة جدا، فليس من عادة الملك ان يدع أحدا يرى لحظات ضعفه وتعبه، وهي اخر واحدة في القصر سيفكر بأن يتركها تراه على تلك الحال كما في تلك اللحظة.

تحدثت اليه بحذر وتردد قائلة:

-هل يجب علي أن أستوعب بأنك تشك في زوجتك الراحلة، تشك في السيدة فيكتوريا.

نطقت جملتها الاخيرة بنبرة غير مصدقة، فقد شعرت بنفسها تنطق بشيء مجنون لا يبت للمنطق بأي صلة. لكنها لم تُمنح اية إجابة على سؤالها ذاك، فقد ظل على حاله، غارق في صمت أخافها بعد مدة وهو ما يزال مغلق العينين لا يتحرك كما لو انه لا يتنفس، مرت الدقائق بطيئة وطويلة ومع كل دقيقة كان يتزايد خوفها، لم تستطع تحمل ذلك الصمت المهول أكثر من ما فعلت، فخطت بتردد ناحيته، تقدمت من السرير الملكي حتى وصلت اليه فوقفت أمامه تطل عليه، كان جامدا كالاموات، مدت يدها بحذر شديد، ضمت أصابعها إليها عندما اقتربت من لمس كتفه، ولم تستطع فتح قبضتها حتى تربت عليه، فقد تراجعت في اخر لحظة وهي تدرك مدى حماقتها، وتتذكر كلماته لها قبل قليل، انه يمقتها، ولا تعجبه أبدا، تزوج بها مرغما من قوانينه الحمقاء لا غير، بالنسبة له ما هي الا خادمة دميمة لا تستحق شرف ان تكون زوجته.

اكتفت فقط بالهمس قائلة: -هل جلالتك .. ب .. بخير؟

أجفلت بصمت عندما حدثها بحدة قائلا:

-ارحلي من أمامي.

هزت رأسها يمينا ويسارا وقالت له بما اصبح عقلها لا يتوقف عن استنتاجه:

-أنت لم تكن هكذا، هناك شيء حصل في تلك الليلة، لقد تغيرت والدليل بأنك كنت وعدتني قبل الزواج بأنك ستعفي نفسك وتعفيني من الواجبات الزوجية.

ابتلعت انفاسها برعب، عندما فتح عينيه فجأة، وحدق إليها بمقلتين مخيفتين، جعلتها تتجمد في مكانها، لحظات لم تَطُل كثيرا وهما يحدقان في بعضهما البعض قبل ان تنطلق صيحة صغيرة من حنجرة باتريسيا عندما جذبها من يدها بعنف، فسقطت على السرير بجانبه، مال عليها بجسده ويده تُطبق على رقبتها، وهو يقول لها بغضب جنوني:

-ما الذي تعرفينه عني؟ أنت حقا تتجسسين علي.

استطاعت الكلام من بين دموعها وارتجاف جسدها وهي تمسك بيده التي على رقبتها بتلقائية تحاول تخفيف فولاذية اصابعه عليها:

ملوك تحت رحمة العشق لكاتبة ماروسكاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن