Part 21 - خفايا الماضى

11.7K 471 130
                                    



بملابسَها السوداء، نظرت لساعتها الثمينة Graff وهي موديل مكلف للغاية، فبالنهاية كانت نوا أمرأَة ذات ذوق رفيع ومعايير عالية، ترتدي ما يليقُ بها وبمكانتها، فهيَ طبيبة جراحيَة وأبنة أثرى رجال الأعمال وزوجَة لرجُل ذاعَ صيتهُ بأنحاء العالم كلّه.

فتنهدت بسأم، عقارِب الساعة تشيرُ الى الثانية عشر وعشر دقائق، لترفع نظارتها من أحد مجموعات شوبارد الثمينة وتضم ذراعيها تشتمُ باريك بسرّها، تكره التأخير في المواعيد وهو يعلم ذلك ويستفزها عمدًا، هيَ مُتأكدة.

فتذكرت صباحَ اليوم، عندما أستيقظت ووجدَت نفسها بحُضن كيڤن الذى سرق جاذبية الأرض كلَها لنفسهِ لتتكبد هي عناء تحمل وسامتهُ، كان يضمَها ويغطيها جيدًا، يا لقلبهِ الجميل الحنون الذى يعاكِس شخصيتهُ الصارمَة.

سحبت نفسها بحذر من صدره الدافئ الذى تمنت لو لا تخرُج منهُ لكن عملَها يتطلَب هذا العناء ايضًا، وأخذت تسير على أصابع قدمها بهدوء وسلاسة كي لا يستيقظ وتخرج بدون تقييدهُ لها صباحًا، او وضعهُ لحراس حولها مثلًا، هي حقًا توّد أغلاق جميعُ القضايا الخارجية معهُ. فهي تضجرها.

وبعد ساعات من خروجَها من القصر، خرجت من المستشفى بعد أن تركت هاتفها هُناك لكي لا يتعقبها كيڤن، وأخذت هاتفها الآخر لأنها ربما قد تحتاجُ المساعدة.

وها هو باريك يأتي أخيرًا الى مرآب السيارات حيثُ تنتظرهُ، زمّت شفتيها بغيظ وهي تراهُ يترجل من السيارات وأنفهُ في السماء، تقدم منها بنظراتهِ المُختلَة تلك كأنه حصل على ما رغب بهِ، أو بالأحرى ظنّهُ لذلك.

فهي لن تخضع لهُ، ولن تسمح له بأذية شقيقها أبدًا.

ترمقهُ بثقة كبيرة أيضًا، لن تسمح لڤيديو لعين بهدم ثقتها بنفسها أو سمعتها التى بنتها بأجتهادها، قدمها تضرُب الأرض بضجر وكتفت ذراعيها بينما ترفع أحد حاجبيها بأستنكار.

" لكِ الرحب والسعّة يا جميلتي، أين هي أوراقي ؟ "

نبس باريك بلا مُقدمات وابتسامة واسعة احتلت محياهُ بعيناهُ الحمراء التى تجحر بها وليس من الصعب حزر أدمانهُ على المخدرات، لذلك ابتسمت نوا بسخرية وحدقت بباريك بتعاطف وشفقة.

" أحضرتُ لكَ ما هو أجمَل من أوراقك، هل توّد رؤيتهُ ؟ "

قطب باريك حاجبيهِ على أثر كلامها ليردف.
" ماذا ؟ ما هوَ ! "

kevin & Noaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن