ليلة قمراء من قصر آل باسكريف...
روز
الضغط الداخلي يولد انفجارا خارجيا مخيفا لأبعد حد و اليوم هذا ما التقطته من أعين داكس الحادة.منذ أن دخل من عتبة المنزل و هو لا يطالع أحدا غير ستيفان الذي يتجاهله من الأساس،هو يتجاهل الجميع و الأمر ليس مقتصرا على داكس لكن هذا الأخير ....يكره السقف و الكِنية التي تجمعه بستيفان و كم يود الانسلاخ منه لكن و إن كان شيء بنا يعزه داكس معزة استثنائية؛ فهو "باسكريف" !
الكنية المشؤومة...
كان داكس يشد بأنامله على معطفه الذي بين يديه حتى ابيضت مفاصله،هو على شفى حفرة من الانفجار و شعرة ضئيلة تفصله من إحداث ليلة دموية ستستنزف أعصاب الجميع....
دحرجت نظري نحو ستيفان لأجده يعبث بشعر كايلا التي تتوسد صدره بأريحية و هي تلاعب دميتها باهتمام...
كان بهو التجمع يعج بنا جميعا خاصة و أنه وقت العشاء و لا أحد كان منا ناقصا سوى روسيل......و أعلم جيدا أن وقت مواجهتها مع ستيفان قد اقترب!
لكن و رغم التجمع كان كلا مشغول بمهامه...لا يولون اهتماما لزاكس الذي يقف قرب الباب بجمود.
رفع ستيفان نظره نحوه و الذي يطالع ستيفان بملامح راسِية هادئة لكنني أستطيع رؤية لمعة الانزعاج الذي فاق الغضب و بريق الكره....كان كرها من نوع خاص،كرها غير قابل للعدول عليه !كان ستيفان يراقب داكس و ما قد يفعله ثانيا فاكتفى بالاتكاء على الأريكة بأريحية و لازالت يداه تلاعب شعر كايلا و عينيه لازالت مثبقة على الآخر ،لم يتدخل أحد و حتى أبي كان يجلس في الركن علي الأريكة يدعي انشغاله بكتاب ما و أدرك جيدا أن داخله على أتم الرضى بما يحصل الآن...
الكل كان يدعي الانشغال و كأنهم يحاولون جعل الأمر بسيط ....تتبعت داكس الذي تحرك من مكانه و أخيرا و قد استطعت استشعار مدى حنقه بفعل قبقبة حذائه الغاضبة ليمر بجانبي دون أن يلقي بالا لأحد....
أطلقت نفسا مرتاحا و ارتفعت يدي تمسد جبيني بعد أن ضمنت مرور ليلة أخرى على خير.
لكن شيء ما داخلي يتنازع للبقاء هنا و للحاقه و إطفاء غضبه المتناثر بين ثناياه.هل أفعل؟هل ألحق به؟هل سيقبل؟أم سيرفض!
سأكتفي بشيء واحد لطالما كنت بارعة به.....المراقبة!سأراقبه من بعيد و قد أقول من مُنطلق اليوم أن داكس كان حكيما للحد المثير للريبة....فقد صمت و لم يتحدث لستيفان قط
.
.
.
.
.
وجدت باب غرفته مغلقا و كل شيء هادئ لا صوت صرير و لا قبقبة و لا قرقعة فاحتسبت خطواتٍ متقدمة نحو جدار الباب أرخي عليه أذني و أستمسك كل حواسي الأخرى ليتسنى لي الرفع من حاسة السمع لدي و التقاط أي ضوضاء خافتة بداخل غرفته....
VOUS LISEZ
لقاء في مارسيليا
Romance"سيد ستيفان باسكريف، بِكل رُتبةٍ مدنيةٍ لديك ستظل مُجرَّداً من حقِّ التطاول على أخي!" كانت عيناي لا ترى سواه واقفا بوجه ساخر و أذناي لا تلتقط سوى تمتمته الهازئة.... قبضت على أوراق الصحيفة بيدي حتى تجعدت و الخَرور تلامس عنقي ،تلاعب أطراف ثوبي بسكون...