فُتحة من خلفِ الستار

10.1K 649 746
                                    

استفادة و نصيحة:
أنصحكم بإحضار وشاحٍ دافئ،مكان منعزل و ربما كوب حليب بالعسل و استمتع بالقراءة و كن متأكدا أنك ستسمع صوت المطر و تشم رائحة حساء البصل الفرنسي و أنت تقرأ ♥️قراءة ممتعة.

______________________________________

ايميليا...

أخبرتني كايلا بضرورة تجهزي لمرافقتهما،لم أكن راضية كثيرا على الأمر لكنني لا أود أن أظل هنا...

وضعتها في فراشها لتأخذ قيلولتها المعتادة و كم كانت مطيعة لينة الحديث لا تجادلني في شيء و لا تنفي لأمر.

لا يزال على المساء الكثير و لم أشاركهم وجبة الغداء لأن معدتي مضطربة،أشعر بهواء بارد مُظلم و مخيف يسبح هناك...الأمر أشبه بالسير حافِيا وسط نفقٍ به ظُلمات الدنيا و لا تدري هل بنهايته...ممر لقِطار أم مجرد نفق!

و أنا في حياتهم أسعى لإرجاع حياتي التي كنت أملك قبل دخول أفراد باسكرِيف لها و قبل الوعد الذي قطعت لستيفان،أنا هنا من أجل إنهاء آخر جزء من مهمتي إذا ما استطعتُ إلى ذلك سبيلا.

مررت بصري على أرفف الكتب،هذا الركن و هذه الزاوية من القصر هي كبقعة بيضاء مضيئة وسط لوحة سوداء...ربما أفضل شيء قد استفدت منه هنا في هذا القصر هو هذه المكتبة،ما الذي قد يكون أفضل من صباح غائم و غيوم تنذِر بتساقطات مسائية و حفيف رياح يُداعب الأزقة...ثم كوب زيزَفون و كِتاب؟

لا أظن أن أهل هذا القصر يحتكِرون شيئا غير القهوة رغم أنني لا أعلم ما الذي يستهلِكه ستيفان و بقوة لكن ما أعلمه جيدا أن قوانينهم مُتجذرة...فيما بينهم حتى!
لا حياةَ في العشاء و لا همسة في الإفطار...لا طُرف و لا ابتسامات، مجرد أجساد تُقاد نحو حُجرهِم و ربما وِجهات أخرى...

غموض أهل هذا القصر ليس جيدا لي،البتة !
هو مُضر بالصحة بقدر ما يجعل كل أطرافي تُطالبُ بالحفرِ،النبش و التقليب...ربما حينما يحدث تصادم مع الأضداد يجعلنا تلقائيا نميل لـ النبش خلف ما يجعلنا طِباقا...و ليس ما يجعلنا على نفس النهج.

ربما لأن أهل هذا القصر تصرفاتهم متناقضة،فيما بينهم بصفة أدق.
ما كنتُ أتخيله منهم أشخاصا بملامح قاسية لا تلينُ لشيء،مستبدين و لا خير يُنطق من طرف ألسنتِهم،و ليس شخصا يعتذِر و آخر يُمازحني و هذا يحاورني و يناقِشني!

شعرت بلسعة في لساني لأنني تذوقت الشاي من دون تبريده فوضعته فوق الطاولة أخرج لساني أهش بيدي حوله.

شعرتُ بانفتاح باب المكتبة و احتكاك الخشب بالأرضية فدحرجت نظري هناك...د..داكس؟

ما الذي يفعله هذا الأدعَجي هنا؟

لمْ تخفى عني أعينه المتفاجئة و إن كانت خصلاته الأمامية قد نالت قِسطا منهما...

عدل الوشاح تحت أنفه و قطع تواصلنا البصري و كأن لا شيء حدث و قد أوصد الباب خلفه فاتجه صوب أرفف عُلوية أقصى اليسار.

لقاء في مارسيلياOù les histoires vivent. Découvrez maintenant