موافقة مِن نوعٍ خاص

5.1K 508 712
                                    


ايميليا....

كنت منهكة من التفكير،من النوم من الاختباء من أفكاري و من كل شيء...

منذ قدومي من مكتب ذلك المتحذلق لم أقوى على النبس بحرف أو تحريك ساكن و اكتفيت بالجلوس في غرفتي و دسست نفسي بين مخدات كثيرة و أغطية قطنية و قد فتحت نافذة حجرتي لتلفحني البرودة مع دفئ الأغطية لكن الودق لايزال يضرب حواف المنزل...

حملت كتابي المجلد من جانبي و ثبثتُ بصري على أسطره في محاولة لتشتيت تركيزي...

"ايميل دعينا نقوم بشيء آخر غير القراءة...دعينا نلعب لعبة الأسئلة و سأسألك عشوائيا إن أردتِ"

كانت هذه كاترين التي فَردت مفرشها على الأرضية جانبي بعد أن صاحبها الأرق لمنتصف الليل فوافقتُ شرط أن تظل صامتة لكن على ما يبدو...لن تقوم بذلك.

"كاترنيا أنت فعليا قمت بسحق هدوئي الآن!"

صمتت كليا و فعلتُ المثل و اتخذ تفكيري يبتعد كل البعد عن الواقع و حفيف الرياح يصم أذناي..

"أين كنت اليوم ايميليا...و لا تكذبي والدي يلاحظ تحفطك هذا و لا يريد الضغط عليك لكن الأمر لا يسير هكذا....لا يسير بالتطرف و الاختيارات الهامِشية يجب أن تشاركينا!"

أنهت حديثها ليحط بصرها على و قد تلاقت عينانا لأشيح بنظري لحقيقة ما قالته...
لكن جزء مني كان يدرك أن لا جدوى من إخبارهم بتحركاتي و لا بما أود فعله...
السيد ألبيتي و أبي يحاولان إيجاد محام جيد و حينما يفعلون كان كل متقدم ينسحب عندما يذكر اسم 'باسكريف' في القضية خشية منهم....

"أحاول تضييع الوقت لتفادي التفكير في أي شيء...لقد أرهِقت لذا...دعي فقط الأمر يمضي بسلام!"

أومأت بفهم و قد رفعت الغطاء لعنقها و دست ذرعيها تحته لتتشكل ابتسامة بسيطة على ثغرها حتى لمحت بياض أسنانها و قد أدركت أنها سرحت في شيء من الماضي...

"أ لست متحمسة لعودة ليون يا ايميليا؟!"

ابتسمت....ابتسمتْ لأن هذا ما يجب أن أقوم به،أن أتمرد على نفسي الداخلية. أزحتُ ذراعي واضعة إياها فوق جبيني لأهمس بصوت رتيب...

"ربما أنتظر عودته لـ التأكد من شيء!"

"ماذا؟!"

نعم ماذا؟ما الذي تفوهت به من الأساس!

هل...حقا أريد التأكد من ذاك الشيء؟
أحيانا نتعلق بأشخاص فقط من أجل التعلق،و دائما ما كنت أحتاج لدافع لـ التعلق بأحد...كما الحال مع ليون!

"ايميليا توقفي عن تجاهلي لأن الأمر ليس في صالحك!"

تذمرت بصوت هامس متمرد لأبتسم بسخرية و قد أغلقت النافذة بقدمي لأعدل الغطاء على كتفاي بعد أن سَرت قشعريرة على طول ذراعي لأجيب بنبرة قاطعة مع ابتسامة ضئيلة...

لقاء في مارسيلياOù les histoires vivent. Découvrez maintenant