(أنِر النجمة لينقشِع الظلام⭐)
روز...
ذهبت آن لاصطحاب داكس من المشفى،و كونه يمقت أماكنا تفوح برائحة المرض فقد أخبرها بشأن عودته حينما قامت بزيارته صباحا،رغم أن الطبيب رفض ذلك من جهته إلا أن داكس علي ما يبدو كان مصمما على ذلك...
ما أعلمه أنه سيعود مساء و هل ذلك يشمل ما بعد العشاء لأنني و منذ منتصف النهار و أوردتي تعج بالترقب،ربما قد يأتي الآن و ربما بعد الآن ؛هذا ما كنت أتساءله...
كنت أضع الكتاب على حجري ،مفتوحا لكن عقلي غائب و نظراتي مشتتة صوب الباب،تجاهلت أحاديث كل من آرثر و جوناس و لمحت جدتي أنيماري التي اقتربت من حيث نحن،تتذمر من كل شيء و أي شيء...
"جيل يسابق الريح في الفضول و شباب بلا قيمة تذكر ؛كيف لأنيماري أن تعيش بينكم يا حفنة باسكريف !"
كانت تتذمر بصوتها المجعد و الذي انجلى منه مرونة الشباب ،عدلت نظاراتها بسبابتها و بعكازها تطرق الأرض بخفة.
لمحت استكانة آرثر و جوناس و قد صمت كلاهما يطالعانها باحترام معهود منهما...
رغم كل شيء تظل الجدة أنيماري بمقامها الذي يتطلب الاحترام....توقف عكازها عن الطرق و خطواتها عن التقدم و ارتفعت خُضرة عيناها صوبي لأمنحها إيماءة هادئة فاكتفت هي بشبه ابتسامة ساخرة و هي تستدير صوب كل من آرثر و جوناس اللذان نكسا رأسيهما بسرعة مخيفة...
"أنتما الاثنان!"
أشارت صوبهما بسبابتها و قد كانت نبرتها باردة لأبعد حد و كأن السأم قد نال منها المنال.
اشرأبت أعناقهما صوبها ليرمش آرثر مرات عدة و كأن الحديث ابتُلع في جوفه و لم يعد يريد الجدال..."تفرقا!"
أردفت بنبرتها تلك ليبتعد جوناس بسرعة البرق نحو الجهة الأخرى من الأريكة و ظل آرثر يلقي بنظرات ناصلة صوب الجدة التي طرقت بعكازها بضربة قوية ثم أعقبت...
"و لـ المرة الأخيرة توقفا عن وقر أذناي بصوتكما الملوث!"
لابد أنهما أثقلا العيار أثناء جدالهما و امتدت أصواتهما لها...جدتي أنيماري تعشق الهدوء.
"جون،جوناس استقبلني أنا آتية!"
أفصحت كايلا بصوت مرتفع تسابق الدرجات من الأعلى بوجه مجمر من شدة الركض و جل اهتمامها مصوب على احتساب الدرجات تفاديا السقوط...
"أنا هنا تعالي!"
أجابها بنبرة هادئة و متذبذة و بين الفينة و الأخرى يختطف نظرات ناصلة صوب الجدة أنيماري التي رمقت كايلا بحاجب مرفوع لتهتف قاصدة إياها...
"أنتِ!"
توقفت كايلا عن التقدم و قد اقتربت من جوناس بالفعل و فتحت ذراعيها على وسعهما لاحتضانه لكنها استدارت و ابتسامتها المتحمسة سقطت ما أن أوقفتها الجدة بحديثها ذاك...
VOUS LISEZ
لقاء في مارسيليا
Romance"سيد ستيفان باسكريف، بِكل رُتبةٍ مدنيةٍ لديك ستظل مُجرَّداً من حقِّ التطاول على أخي!" كانت عيناي لا ترى سواه واقفا بوجه ساخر و أذناي لا تلتقط سوى تمتمته الهازئة.... قبضت على أوراق الصحيفة بيدي حتى تجعدت و الخَرور تلامس عنقي ،تلاعب أطراف ثوبي بسكون...