قصر آل باسكريف...
ايميليا...لا أعلم منذ متى و أنا هنا أكاد ألتصق بمقعد السيارة و الذي بجانبي يتقمص دور الصامت بأذرع متكتفة فلم يلقي نظرة نحوي حتى...
كنا أنا و هو على مقربة من قصر آل باسكريف، بزقاق مظلم به إنارة واحدة و خافتة...
تساقطات مدرارة تغدق المكان و حتى الزجاج الأمامي لـ السيارة فأضحت الرؤية ضبالبية و غير واضحة...
لا شيء يسمع غير أنفاسنا المتثاقلة و صوت اصطدام المطر بالأرضية.
لقد كان الطريق إلى هنا هادئ ،رتيب و راكد كسَطح الجليد، باضطراب،توتر و بعض الخوف يكاد يطفو إلى السطح و رغم ذلك تماسكت...على قدر المستطاع فعلت!
أسبوع...سبعة أيام مرت منذ آخر زيارة له لمنزلنا،أتقنت خلالها دور الزوجة الصالحة مع القليل من المكر و امتثل هو لضوابط الزوج المراعي مع قليل من الاستفزاز...
خُيل لأسرتي أننا أسعد زوجين بينما ما يحدث بيننا أبعد من ذلك و أقرب لتبادل منفعة...
لم تقتنع كاترينا كثيرا بخصوص عدم إقامة حفل زفاف و قد بررتْ ذلك بدوافعها الوردية... أما جوناثان فقد تركته بملامح ممتقعة و رغم ذلك ضغط على شفتيه لـ الابتسام و نسج أكثر ابتسامة حانية ليودعني ثم انسحب بعدها في خطوات عجولٍ نحو حجرته...
أبي ودعني بتنهيدة أكثر ثقلا من حمل زُبر الحديد دفعة واحدة...
كانت تنهيدة غائرة،طويلة و من العمق لـ السطح و كأنه حمل الكثير من الثقل و وضعه على يداي...حينما غادرت المنزل شعرت بثقل رهيب و كأن العالم أجمع سيصبح ضدي من عشية اليوم فقط لأنني هجرت عش الأسرة...
كنت أشعر أنني في معركة لا عادلة و لا متساوية بل كانت متفاوتة بيني و بين ستيفان بكل المقاييس...هو قد أسدى لي صنيعا يُحتسب له و لا أستطيع نكران ذلك...لأن ببساطة لا شيء مجاني هذه الأيام!
تنهيدة خافتة صذرت منط و التقطتها مسامعي كرعشة مارة حينما تذكرت والدتي و كيف أنها ستضطر لتحمل الكثير بمما أنني استقلت من منصب الابنة البِكر...المزعجة أحيانا و الفضولية غالبا،مهووسة الكتب دائما و التي تحبهم بالفِطرة...
السيد أبيتي أو...العم ألبيتي أو حتي والده،والد ليون 'رجل الثلج' سابِقا و المُغترِب حاليا؛ودعني بنفس ابتسامته المعهودة و كأن الظروف لو اتحدت لن تأخذ من ابتسامته شيئا...
ليون،رجل الثلج،شعر الفضة،المعدن الثمين أو المغترب...كلها أسماء اتخذتها له مع مرور الوقت حتى أن دفتر يوميات شاهد على ذلك!
بذكر أمره...دفتر يومياتي هو الشيء الوحيد بعد ملابسي التي أحضرتها من هناك،و لم أكن سأتركه خلفي لأن ما بداخله لا يُترك...و قبل فعل ذلك فقد حررت الطير من حجرتي،فمن سيعتني به بعد غيابي كما أن أجنحته قد أضحت بخير...ربما أفضل حال فقط.
VOUS LISEZ
لقاء في مارسيليا
Romans"سيد ستيفان باسكريف، بِكل رُتبةٍ مدنيةٍ لديك ستظل مُجرَّداً من حقِّ التطاول على أخي!" كانت عيناي لا ترى سواه واقفا بوجه ساخر و أذناي لا تلتقط سوى تمتمته الهازئة.... قبضت على أوراق الصحيفة بيدي حتى تجعدت و الخَرور تلامس عنقي ،تلاعب أطراف ثوبي بسكون...