(هذه العلامة(*) تدل علي أنني سأفسر الكلمة أو الجملة أسفلا عند نهاية الفصل.....)
ايميليا:
"لا تضغطي علي كاترين قلت لا أود!"
تأففت كاترينا بحنق تدك قدمها في الأرض بسأم و هي تشير بسبابتها بهُزل نحوي تُخاطب أمي بنبرة استنكارية....
"أمي ستقنعين فتاتك المنعزلة بأن تصاحبني لحفلة المدينة بأي طريقة كانت،إنني في زهور عمري و أعيش معكم كعجوز سيُحنط قريبا،اقنعيها بأن تصاحبني للاحتفالية لأن أبي قطعا لن يوافق أن أذهب لوحدي !"
أنهت جملتها الأخيرة بتذمر لتعقب بنفس النبرة تفرك جبينها و كأنها تعرضت لنائبة....
"بحق الله لست رضيعة!"
أمي اتكأت على المكنسة تطالع كاترينا بتعابير محتدة لتلُين ملامحها ما أن سقط نظرها علي فنبست بحنو...
"استمعي لشقيقتك ايميلي ليس هناك فائدة من العكوف في المنزل و احتفالية كهذه لا نراه كل يوم....هيا جهزي نفسك كبنات جيلك!"
قلبت عيني بعدم تصديق لأتشفن كاترينا ثم أعود بنظري صوب الجريدة التي بيدي أتمتم بنبرة هادئة....
"لا طاقة لي الآن !"
"أمي!"
انتحبت كاترينا بصوت حاد و هي تدس وجهها في مخدة صارخة بصوت عالٍ و قد ارتفع ثغري في ابتسامة مرغمة...
اليوم توجد احتفالية بمارسيليا نظرا لترسيم عمدة جديد، فالأجواء خارجا تعج بالحيوية و الإيجابية و ما يميز هذا اليوم،هو أن كل مواطن مارسيلي له الحق في المشاركة في ترتيب الاحتفالية و كل شخض له إمكانية تقاسم أشيائه مع الناس،سواء هوايته ،مواهبه أو أي شيء آخر....كما أن العديد من العجائز النساء يدأبن جاهدات في صنع الكعك المارسيلي بمربى البرتقال و يكون بالمجان....
إنه كيوم إحياء للروابط الإنسانية و تعميم السلم بيننا نحن المارسليون....حتى السيد مونييه -صاحب المخبزة- يجهز العديد من فطائره الباريسية ليشاركها بكل لطف و فخر مع السكان هنا....
جو دافئ لكن ما بداخلي راكد...
"استمعي لي، ثلاث ساعات متتالية و سنعود...أعدك!"
توقفت كاترينا قبالتي تطلب مني بلطف لم أعهده بها يوما ،أخذت أقلب الفكرة في رأسي و عزمت على تجاوز الأمر لهذه المرة فقط.... سأوافقها بالذهاب لهناك رغم أن هناك ما ينازع داخلي للمكوث بالمنزل.....
"هيا سأفعل مقابل فستانك الزيتي!"
طلبت بتحكم و أدرك جيدا أنها ستوافق لذلك ابتسمت قبل أن تومأ قهرا و تصعد للأعلى كي تتجهز و هي تنتحب بسوتها المزعج عن نقدار الاضطهاد الذي تتعرض له في هذا البيت....
VOUS LISEZ
لقاء في مارسيليا
Romance"سيد ستيفان باسكريف، بِكل رُتبةٍ مدنيةٍ لديك ستظل مُجرَّداً من حقِّ التطاول على أخي!" كانت عيناي لا ترى سواه واقفا بوجه ساخر و أذناي لا تلتقط سوى تمتمته الهازئة.... قبضت على أوراق الصحيفة بيدي حتى تجعدت و الخَرور تلامس عنقي ،تلاعب أطراف ثوبي بسكون...