لوحة رسَّامين

5.2K 678 806
                                    


(أنِر النجمة لينقشع الظلام⭐)

حدقتاي على وُسعِهما أطالع عيناه،م...ما الذي يتفوه به؟

ابتلعتُ ريقي و قد أضحت حواسي في قمة ارتخائها و أستمع بوضوح لنقر حبات البرَد على زجاج النوافذ و حركة الستائر حتى الحفيف الذي يمر بيننا و كذلكرقاص الساعة بينما عيناه تحتجز انتباهي و كأن لا مهرب لبصري من بصره!

"ما الذي...تعنيه؟"

نبست،بصوت خفيض به الاستغراب و التوجس من القادم...
اقترب و قد كان ما يفصل بيننا فارق الطول و إنشات معدودة ،رفع حاجبه الأيسر وقد اندثر من ابتسامته ما اندثر و أجابني بصوت هادئ...

"كِنية على ورقٍ يابس قابل لـ الاحتراق...لن نقلقَ صحيح؟"

أخرج قداحته من جيبه لتصبح على مرمى بصري ثم أعادها ليمسح بسبابته على ندبة حاجبه الأيسر مكملا بنبرته تلك...

"أنظري...لا أحد يضمنُ لكِ أنني طريقٌ آمن لكنني الهاوية كما كنتِ تزعمين!"

انكمشت أناملي داخل كفي و قد اهتز الكثير من داخلي و بُعثِر بشكل عشوائي،هو الطريق المتاح نعم...لكن ليس بالطريقة التي أريد...

لقد كان الشخص الخطأ في المنصب الخطأ...
داخلي لم يُصبح نقيا بشكل تام،و أنا...لا أحبذ أخذ خطوة كهذه!

المغامرة و مداعبة الخطر قد يكون وقودي لنحو الكثير من الاتجاهات لكن...المقامرة بمشاعري شيء آخر...

لكنه جوناثان !

ابتلعت ريقي ثانية و عدلت حبل حقيبتي فوق كتفي و قد لمحت في نظره ثباتا فهمست...بمغزى أعمق و نبرة أكثر هدوءا و ثُقلا...

"إن عُقِدَت يدانا فهل ستُفلِتُ بَعضي إن تهافتتْ أيدي غريبة بين عقدَتنا؟"

كنت أريد أن أضمن الكثير لي لأنني سأضع الكثير بيده،و ما سأضعه بيده لن يصبح لي...

كانت نظراته المتلاعبة تنذِرني بحديثه الساخر .انبثق نابه فترآت لي ابتسامته تلك مع زاوية أقل انحرافا...

"يومَ أخبرتكِ أن شقيقك في عُهدتنا...كانت تلك كلمتي،منِي إليك ... قد أصافح من بيده الدماء و يدي تحمل دماء الآخرين لكن إن وُضعت أيد نظيفة بين يداي سأتأكد من تنظيفها أولا!"

أخرج يداه من جيوب سرواله ليبعثر خصلاته بيسراه فأكمل بابتسامة منحرفة أكثر...

" لست الراية بيضاء و لا أروي عليك كلمات السلام يا...حمامة السلام..."

كانت نهاية حديثه ساخرة إلى أبععد حد فتابع بعد أن لمعت عيناه من خلف خصلاته و مسح أرنبة أنفه بسبابته...

"قد أريد إخافتك و قد لا أفعل...و قد أكون لسوء حظك أعمق نقطة في السواد كما من الممكن أن  أكون المُتجنَّب أو حتى نهاية الطريق!"

لقاء في مارسيلياOù les histoires vivent. Découvrez maintenant