كِنية

4.7K 470 524
                                    

(من فضلكم لا أحد يتجاهل ما كتبت في الأخير لأنه مهم ...يخص مواعيد التنزيل!)

تجمدت أوصالي و علق الهواء في حنجرتي،يداي ارتخت و أُصِبت ببرودة شديدة في أطرافي...

ما الذي يهذي به؟

كانت عيناه لا تزال على خاصتي يطالعني بجدية...
هو يريد جوابا و أنا لا زلت أبحث خلف سؤاله...

ابتلعت ريقي و استوت نبرتي و بينما يدي امتدت لتفرك الناتئ الخشائي الخاص بي قبضت على أناملي،أخرجت هواءا من صدري و أدخلت آخر جديد،تدافعت الأقراط بأذناي بفعل النسيم الهادئ الذي يعم المكتب و ثنَيت ذراعاي خلف ظهري، لاعبت قدمي و ارتفع ثغري في انحراف جزئي بسخرية و كأنني أمضي على نهجه....

ثم اقتربت...اقتربت منه لأنه ليس الوحيد المسموح له بتجاوز خطوطي الوهمية و لا هو الوحيد الذي قد يفتعل ضجة...

طالعت عينيه العشبية بعد أن توقفتُ أمامه،كان ينتظر جوابي بصمت مهتم و عينين تحمل الكثير من الترقب لذلك استغليت هدوءه...
راقبت مقطبته...أوليس عند توجيه جل اهمامك هناك يتوتر المرء؟

لكنه لم يفعل!

انحرف ثغره في ابتسامة أشد سخرية من خاصتي و كأنه يلمح ببريق عينيه أن له جوابا مني...

لذلك همست...بنبرة ثقيلة،متخنة بالحقيقة...

"أتريد حقا جوابا لكَ مني؟"

لم تسقط تلك الابتسامة التي تعلو ثغره بل ازدادت اتساعا و قد عقد ذراعاه خلف ظهره مقلدا حركتي ليثني قوامه ببطئ نحوي ثم همس بنفس وتيرتي كأنما يتماشى معي...

"حقا...أريد!"

"حسنا..."

همست بنبرة هادئة و متلاعبة...
حينما يصل الأمر لـ الخطوط التي تهدد سلامتنا الداخلية نصبح جميعا متلاعبين بطرق مختلفة...

"كنية مشؤومة!"

رفع حاجبه و نفس الابتسامة تعلو ثغره و قد تابع هو همسي بهمس آخر بينما عيناه تبدل نظراتها بين سوداويتاي...

"و؟"

اقتربت خطوتين نحوه و قد برقت عشبيتاه ببريق خطير حاد كسيف الكاتانا و ارتخت خُصلة خريفية على جبهته فأكملت...

"و يخيفني أنها ستربي نسلا على طريقتهم!"

كانت جملة ضمنية...أخبرته بطريقة ملتوية أن السير على نهج باسكريف سيولد جيلا من الأوغاد،و ستُسطر كنية باسكريف في التاريخ على أنها الطرف الشرير،الظل المظلم و بؤرة الخوف و ليس الخير الذي ينصر على الشر...

باسكريف كانت ستكون الكفة الخاسرة...

اقترب نحوي بنصف خطوة ليترك إنشات بيننا فأخذ حفيف بسيط يلاطِف خصلاتي سامحا لهمسي بأن يصله!
داعب عِطر الباتشولي خاصته حواسي و ارتخى عِبقه يتفشي في أكثر و أكثر...مزيج الفانيلا الفخمة و التوت الحلو...
كان منعشا ،هادئا بينما الطقس هائج...
لمحت بخفة تفاحة آدم خاصته التي ارتفعت لـ الأعلى ببطئ بعد أن تفشت رائحة الفانيلا خاصتي في الحجرة ثم مرر لسانه على نابه و كأن الأمور ما عادت تثير حفيظته و أضحت ممتعة له رغم أنني لمحت لمعة متوهجة تُطمر شيئا قد أزعجه...

لقاء في مارسيلياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن