لدغةُ عقرب

4.2K 450 447
                                    


(من العقرب؟ هذا ما يجب أن تجِده في هذا الفصل)

ايميليا....

أشعر بشيء غريب....لأن الأفكار التي تستولي علي علي غريبة....

اشتدت يدي على القلم و فاض الحِبر و تمزق سطح الورق...

إنها ثالث ورقة أكتبها اليوم...

عقدت العزم على نشر قضية أخي في الصحف المارسيلية و تحويلها لقضية رأي عام...

أدرك أني سأواجه الموت بهذه الطريقة و مصيرا سوداويا لكن على الأقل سيكون صوت أحدنا قد وصل لـ العلن...

و أدرك كذلك أن قضية كهذه لن تستغرق باسكريف في تكذيبها وقتا مهمت و ستقدم رشاوي لا تعد و لا تحصى قبل أن تصل لكل الشعب و تخرج الأمور عن سيطرتهم...و قد يلفقون التهمة لجوناثان باحترافية أكثر و يجدون سبيلا لأذيتي أكثر...

لأن بكل بساطة....هم يمقتون خروج شيئا ليس في حُسبانهم عن السيطرة...

و أعلم جيدا أن فوهة اهتمامهم ستنسحب من أخي لي مع وجود احتمالية ضئيلة أنني سأنجح في جذب أنظار المارسليين...

لكن...تبقى العقبة في من سيتكفل بنشر مقالتي...خاصة و أن السيد لاتيين الذي كنت أعتمد عليه قد باع مجلته لشخص مجهول و لم يخبرني و لم يكن لي علم بذلك لحين البارحة في الاحتفالية حيث قابلت جولييت و هوارد اللذان سارعا باحتضاني و كأنني شيء خاص و لم يفتني حينها نظرة البؤس التي احتلت عيناهما و بعد حديث مطول و تفصيلي بشكل عام، علمت حينها أن السيد لاتيين كان يواجه مشاكلا مادية لا تعد و لا تحصى كما أن شخص ما كان يضغط عليه ليبيع مكتبه لهو ييدو أنه المالك الحالي....يُقال أن هذا المجهول يملك العديد من دور النشر و مكاتب الصحافة في فرنسا و كان يود الاستيلاء على خاصة السيد لاتيين بمارسيليا لأسباب مجهولة....

و هذا يعني أن احتمالية قبول فكرتي لهذا الشخص شبه منعدمة....

و لن أستطيع طرح فكرتي لأي مكتية صحافة آخر لأن و ببساطة لا نملك في مارسيليا سوى القليل و كما أنهم سيسعون جاهدين لإخبار آل باسكريف بخطتي و هذا ما لا أود حدوثه البتة قبل أن تجحَظ أعينهم من الخبر على الواقع ....

أريد أن أحقق لهم صدمة حقيقية...

يجب أن أحاول مع الشخص الذي استولى على مكتب السيد لاتيين و...يجب أن أزور هدا الأخير لأن المكتب كان يعني له كل شيء حرفيا...

لقد سعى علي ترميمه و جمع المال لتعديله،لقد بنى حلمه خطوة بخطوة و لم يكن يهتم إذا ما كان قد وقع أو ما زال واقفا على قدميه...ما كان يهتم له هو حلمه ....

و هذا ما أمقته....أمقت أن يشتري شخص آخر مني حلمي و يدفعني لتَبَني حلم جديد....من قال أنني أود أن أحلم ثانية؟من قال أن لي القدرة على ذلك؟ربما مخزوني من الأحلام قد نفذ مًني و بِتُّ متمسكة بحلم وحيد....

لقاء في مارسيلياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن