سؤال سريع...هل تعلمون لماذا أطلق على ستيفان و ايميليا مصطلح ثنائي الإنيجما؟
______________________________________
أنظر نحوه و الريبة تأخذ مني كل مأخذ،انقبض شيء بي...شيء به يدفعه لـالحديث بطريقة لم يعتدها كلانا منه...
خطوت بضع خطوات سريعة حتى صرت أمامه و المكتب يتطاول بيننا ،عيناه متخفيتان بخصلاته الأمامية كشخصية ثانوية اعتادت الظلال على خشب المسرح... أستطيع تخمين أن هالته الهادئة لا تمت لدواخله بصلة...
أن سكونه هذا لا عهد لي به،مراجمه المبيضة و أنفاسه الساكنة...تفاصيله الراكدة تنذر بشيء مخيف قريب قربا شديدا...لمَ.. يخفض رأسه؟
َمهما كان هذا الشيء سيئا لا يجب عليه خفض رأسه...أ...أنا لا أفهم ما الذي يحدث له!مسحت خلف أذني أجثو قليلا أسند ذراعاي بيداي على سطح المكتب،دنوت أفتش بعيناي عن حجر السفين خاصته فلم أجده فبللت ريقي و قلت بنبرة خفيضة...
"لا شيء بخير، صحيح؟"
لم يجبني و لم ينبس ببنت شفة،التقطت مسامعي صوت تنفسه الخفيض فنظفت حنجرتي و اقتربت من المكتب أكثر لأقول...
" جو برنارد شو يقول : الناجحون في هذه الدنيا هم أناس يقومون في الصباح ، و يبحثون عن ظروف مواتية،و إذ لم يجدوها ، صنعوها...ما الفرصة التي لم تقدر على صنعها ؟"
أي فرصة استحال عليه صنعها لتسقط كتفاه بهذه الطريقة؟
كتفاه منخفضان...مخذولان من أحد...أطلق نفسا ساخرا و سمعت صوت انكماش الورقة في يديه أكثر،دنوت أكثر فتقوس ظهري و أملت رأسي يمنة كي تتلقط عيناي خاصته لكنه رنا في نظره بعيدا فطرق مسامعي صوته الواطئ و هو يهمس...
"ما الذي تقولينه أنت... "
كان جوابه جوابا تهكميا جدا،أوجست القلق فبللت شفتاي أبادره بالكلام...
"ما الذي سيُؤخذ منك؟"
"الكثير..."
ال...الكثير ؟يقصد ماذا بالكثير تحديدا ؟قطبت حاجباي أراقبه،شيء ما بداخلي استلم مقود الحديث لأجد لساني ينطق لاشعوريا...
"أخبرني...ماذا حدث ؟"
"أتعلمين...هذه المرة تحديدا لن يصلح الأمر،لن يكون هناك حل ترقيعي"
نبرته كانت باردة لا تعرف لـالعاطفة سبيلا...
أز الفضول بداخلي أزا فابتلعت ريقي أنتظر منه جملة أوضح،التقطت مسامعي صوت أجيج الآخرين و حفيف مشيهم فتجاهلت الأمر...غريب كيف أن الحياة تسير لدى البعض بينما هي متوقفة تماما لدى البعض الآخر...اختفت أصواتهم فلم يعد شيئا يسمع في الخلفية عدى تكات الساعة و تآكل حطب الموقد...
VOUS LISEZ
لقاء في مارسيليا
Romansa"سيد ستيفان باسكريف، بِكل رُتبةٍ مدنيةٍ لديك ستظل مُجرَّداً من حقِّ التطاول على أخي!" كانت عيناي لا ترى سواه واقفا بوجه ساخر و أذناي لا تلتقط سوى تمتمته الهازئة.... قبضت على أوراق الصحيفة بيدي حتى تجعدت و الخَرور تلامس عنقي ،تلاعب أطراف ثوبي بسكون...