تعلم خلال الثلاث سنوات التي قضاها هو وإكليل عند جدته الكثير من الاشياء المهمه وكان في استطاعته تعلم المزيد لو لم يطرق ذلك الشخص بوابه القلعه في مساء ذلك اليوم… حدث هذا عندما كانت تحاول القيام بتعليمه كيفيه التاثير في الاشياء الماديه عن بعد ومن غير الاحتكاك المباشر… بها الامر الذي كان سيضاعف من قوته كثيرا لو انه استطاع اتقان هذه المهاره بشكل كامل…احضرت له شمعه الموت فاتا جعلتها بعيده عنه حيث لا تستطيع يديه الوصول اليها ثم قالت:
– أشعل النار في قائلها
نظر بغرابة نحو فتيل الشمعه المطفئه وقال مستسلما: لا أستطيع
– توقف عن القول بانك لا تستطيع؟ قل بانك لا تعرف
– ما الفرق ؟!
– عندما تقول بانك لا تستطيع فهذا يعني اعترافك بالعرس ولكن عندما تقول لا اعرف هذا يعني انك تحتاج الى القليل من العلم حتى تحقق هدفك – ثم أضافت بنبرة قاسية: يجب عليك أن تراقب كلماتك أيها الولد إنها من تحدد مصيرك!!
– حسنا أنا لا أعرف وأريد أن أتعلم!!
– كل شي تفكر به قابل لأن يتحقق… فعقلك لا يستطيع التفكير بالأشياء المستحيلة… كل ما ينقصك فقط هو الإيمان بنفسك
– الإيمان بنفسي – قال متسائلا ؟!
– كل ما ينقصك هو الإيمان بنفسك وسترى كيف ينحني لك العالم كله من أجل أن يحقق لك ما تريد
حرك راسه دليلا على الفهم والطاعة.
– والآن حتى تشعل فتيل الشمعة يجب عليك أن تستعين بخيالك
– بخيالي – قال متعجبا من ذلك الكلام – كيف ؟!
– الأهداف تولد اولا في المخيلة ثم تتحقق في الواقع…
– لم أفهم!!
– حسنا دعنا نسِرْ خطوة خطوة – ثم أضافت بصبر: مالذي تريده
أشار نحو الأمام بإصبعه وقال: أن أشعل فتيل تلك المشعة
– الأمر بسيط تخيله في رأسك يشتعل وسيحدث ذلك فعلا
– هذا كل مافي الأمر؟!
أومأت تاج له برأسها…تخيل الطفل ان فتيل الشمعه يشتعل ولكن لم يحدث شيء في الواقع:
– لقد فعلت كما قلتِ لي ولم يشتعل الفتيل – أعلن إستسلامه.
ضربته على رأسه بقوة وصاحت عليه:
– هل كنت تعتقد أن الأمر بهذه البساطة؟!
وهو يمسك رأسه بيديه من شدة ألم الضربة ويقول:
– لماذا ضربتني؟!
– عليك أن تكون أكثر جدية وأنت تتخيل الأشياء إذا كنت تريدها أن تتحقق فعلاً
– لماذا تصرخين ؟!
– لأنك أحمق – قالت بصوت منخفض
– لقد فعلت كما طلبتِ
– لقد كانت خيالاتك سخيفة – ثم أضافت: يجب أن تشاهد في خيالك خيط الدخان الخفيف وهو يتصاعد من الفتيل، وتشاهد الضوء المتراقص الذي تبعثه إضاءة الشمعة، يجب عليك أن تسمع الصوت الصامت للنار وهي تشتعل وأن تستنشق بأنفك رائحة الشمع الذائب، هل فهمت؟!
أومأ الحفيد ثم راح يتخيل فتيل الشمعه يشتعل، ولكن بالطريقه التي اخبرته بها الجدة… فاستطاع مشاهده صيد الدخان الخفيف المتصاعد من الفتيل والضوء الناس المتراقص المنبعث من الشمعه واستطاع ان يستنشق رائحه الشمع… وفي المقابل كانت تاج واكليل يراقبان عن كثب الراس الابيض للفتيل وهو يتحول تدريجيا للون الاسود… «سينجح» همسه تحادث اكليل بصوت منخفض لكي لا تقطعه تركيز حفيدها ولكن قبل ان يتمكن من اشعال الفتيل كان هناك شيئا قد حدث قطع عليه تركيزه وذلك عندما سمع اصوات طرق على بوابة القلعة:
– يبدو أن هناك من يطرق الباب – قال
شعرت تاج بأن ثمة أمرا سيئا على وشك الوقوع:
– سأرى من الطارق – ثم أضافت: وأنت واصل تدريبك!!
أنت تقرأ
ابابيل
Fantasy#بقلم احمد آل حمدان وفي يوم رحل زوجها، فقالت: وأنا ماذا أفعل عندما أشتاق إليك؟!، لم يُجبها زوجها "بحر" عن سؤالها، و اتجه نحو الباب مغادرًا، أدار قبضة الباب، و أجال النظر في دروب قرية "الجساسة" المتشابكة، ثم قال قبل أن ينصرف: غني لي يا جومانا، غني و...