لم يُجب فكررت تاج بنفاد صبر:
– هل وافقت؟!
– لم يكن لدي خيار آخر – ثم أضاف: حاولت قتله ولكنه هرب فطارده مبعوثو ناب الفيل وحين عادوا قالو بأنهم قتلوه
صمتت تاج من الصدمة بينما تابع بنبرة صوت يائسة تشي بعجزه:
– لا أحد يستطيع النجاة من بطش ناب الفيل، حتى أنتِ ياذات الطائر الأحمر لا تستطيعين الوقوف في وجهه إنه لا يغيب عن علمه شئ حتى إنني بدأت أقتنع فعلاً بأنه الرب كما يدعي، فهو قوي لا يستطيع أحد التغلب عليه ولديه في كل مكان جواسيس ينقلون إليه الأخبار، ولو أنني فكرت مجرد التفكير فقط بتكوين قوة ضده فسيعرف بذلك ويأمر بقتل إبني ولن يستطيع أحد أن يمنعه حينها لذلك كان يجب علي أن أوافق!!
لم تعلق تاج ولكنها شتمته بنظراتها… قال:
– إنه آخر ما تبقى لي من زوجتي وأنا لا أريد لشئ أن يمسه بمكروه لذلك وافقت على العودة معهم وهذه المرة لن أخالف الاتفاق سأطنن فقط بأنه أصبح عن أيار وأعود إليهم ولن أرجع لرؤية اسمي مهما وسوس لي الحنين – ثم نظر نحو السماء وهتف: هل تسمع يا ناب الفيل، لن أخالف هذه المرة الاتفاق أعدك!
أمسكته من تلاليب ثيابه ثم قربته إليها حتى كاد أنفها يلامس أنفه:
– أخفض صوته أيها الأحمق أنت تقف أمام قلعة جبَّار الأباطرة ولن يتجرأ ناب فيلم المُخنث هذا مجرد التفكير بالإقتراب من هنا!!
– ماتت جومانا تلك التي من أجلها كنت أتنفس – قال بنبرة صوت تشي بعمق جرحه – وأظن أني خسرت صديقي أيوب ولم يتبقى لي أحد عزيز غير هذا الولد، دعيني أحافظ عليه بالطريقة التي أراها مناسبة أرجوكِ ياذات الطائر الأحمر!مضت بضع لحظات أخرى قبل أن تقوم تاج بإفلات بحر من قبضتها والعودة لداخل القلعة…
– إلى أين ستذهبين ؟!
– سأحضر لك الولد…* * *
ذهبت إلى حيث الغرفة التي يجلس فيها حفيدها برفقة إكليل ورغم أنها شاهدت فتيل الشمعة يشتعل، إلا أنها لم تكن مسرورة كثيراً بنجاحه في اكتساب تلك المهارة الجديدة… نظرت إليه مباشرة وكان من الصعب عليها أن تخبره بأنه سيكون مضطرا للرحيل ولكن لم يكن أمامها خيار آخر:
– والدك هنا
– والدي؟!
– نعم وقد جاء ليأخذك
– يأخذني؟!
– نعم إلى امرأة ستقوم بالإعتناء بك..
– ولكنني أريد البقاء معكِ – قال وهو يتمسك بها
– أرجوك لا تجعل هذا الوداع يكون صعباً – قالت تاج بحزن، وهي تبعده عنها – اسمع الكلام واذهب معه
– وأنتِ ؟!
– لا تقلق سأكون بخير – ثم اضافت: وسآتي لزيارتك من وقت لآخر، اتفقنا؟!
عندما قالت «اتفقنا» ضرب قلبه بقوة وشعر بإحساس لم يستطع في تلك اللحظة تفسيره، لم تكن تلك الكلمة غريبة عليه لقد كان يسمعها دائماً ولكن الآن وبطريقة غامضة لا يستطيع أن يتذكر…
– ما بك – سألت – لماذا أصبح وجهك أصفرا هكذا؟!
تجاهل سؤالها وقال بتردد : اتفقنا
أنت تقرأ
ابابيل
Fantasy#بقلم احمد آل حمدان وفي يوم رحل زوجها، فقالت: وأنا ماذا أفعل عندما أشتاق إليك؟!، لم يُجبها زوجها "بحر" عن سؤالها، و اتجه نحو الباب مغادرًا، أدار قبضة الباب، و أجال النظر في دروب قرية "الجساسة" المتشابكة، ثم قال قبل أن ينصرف: غني لي يا جومانا، غني و...