مضى الكثير من الليل وسرابي وإكليل لم يعودا من الخارج بعد لذلك بدأ القلق يتسرب شيئًا فشيئًا لقلب عاصف غير أنه كتم مخاوفه تلك في نفسه وظل مكانه جالسا ينظر باتجاه الباب وينتظر عودتهما بفارغ الصبر ...
فقال الحكيم الذي استطاع قراءة ما يدور في عقله :
- لقد طال غيابهما أليس كذلك ؟!
بتكبر أجاب: لا يهم
- أعرف أنك مهتم !!
مضت لحظة صمت قصيرة بينهما حاول عاصف التظاهر فيها
باللامبالاة حتى قال الحكيم: انظر لقد عادا أخيرًا !!
حقا ؟ ! - هتف عاصف وهو ينظر باتجاه الباب.
قال الحكيم بسخرية وقد نجح في نصب الكمين له :
يبدو أنك حقا لست مهتما لأمرهما !!
صمت عاصف ولم يعلق بينما قال الحكيم:
- اسمع .. أنت شخص أبله كلانا يعرف ذلك ولكن أرجوك لا تكن أبلها أكثر من اللازم أريدك أن تتعلم أن لا تدع الغضب يعميك
عن فعل الصواب.. حرس القافلة ما زالوا يبحثون عنا وأنت لا
تعرف ما الذي قد يحدث لسرابي وإكليل في الخارج لذا دعنا نذهب
للاطمئنان عليهما !!
سنطمئن عليهما من بعيد - قال وهو ينهض، ثم أضاف: ولكن منغير أن نجعلهما يشعران بنا !!
**
في بداية الأمر بحثا حول البيت وعندما لم يجدا لهما أثرًا قررا أن يوسعا نطاق البحث أكثر فافترقا وذهب كل واحد منهما في اتجاه، ثم وبعد أن مضت أكثر من ساعة ونصف الساعة من التفتيش المتواصل عادا والتقيا
في النقطة التي كانا قد افترقا منها .. سأل عاصف بقلق:
هل وجدت شيئًا ؟!
لا لقد بحثت في كل مكان - أجاب الحكيم ثم اقترح: دعنا نرفع
أصواتنا بالنداء
سرابي، إكليل هل تسمعاننا ؟ ! - هتف عاصف والحكيم.
وبسبب تلك الضوضاء التي أحدثاها اجتمع حولهما سكان القرية
واقترب الرجل المسن منهما :
- ما الذي حدث ؟!
لقد اختفى كل من سرابي وإكليل يا جداه !!
غير معقول - تمتم الرجل المسن بقلق وأضاف: هل من الممكن أن
يكونا قد رحلا بسبب سوء التفاهم الذي حدث بينكم؟!
قال الحكيم مستبعدا ذلك الاحتمال :
من المستحيل أن يفعلا ذلك !!
- أخاف يا جداه من أن يكون هناك شيء سيئ قد وقع لهما !!
- لا تجزع لن يحدث لأحد منكم مكروه وأنتم ضيوف قريتنا
قال الرجل المسن ثم صات وهو يرفع كلتا يديه عاليا يتوسل المساعدة
أنت تقرأ
ابابيل
Fantasy#بقلم احمد آل حمدان وفي يوم رحل زوجها، فقالت: وأنا ماذا أفعل عندما أشتاق إليك؟!، لم يُجبها زوجها "بحر" عن سؤالها، و اتجه نحو الباب مغادرًا، أدار قبضة الباب، و أجال النظر في دروب قرية "الجساسة" المتشابكة، ثم قال قبل أن ينصرف: غني لي يا جومانا، غني و...