Part 26

4.8K 204 11
                                    

بعد مشوار طويل من السير المتواصل ليل نهار صادف الأصدقاء الخمسة خانا للمسافرين ذا عدة طوابق ينهض عند ناصية الطريق كان بناؤه مصنوعا من خشب الأشجار وتفوح من أعطافه رائحة الغابات القديمة فاقترح الحكيم عليهم أن يتوقفوا عنده قليلا ليأخذوا فيه قسطا

من الراحة..

لم يكن عاصف يريد إضاعة المزيد من الوقت بالتوقف المتكرر وكاد أن يرفض الاقتراح ولكن منظر سرابي التي بدا عليها الإرهاق من طول

المشي وقلة الشرب والأكل والراحة، أجبره على الموافقة: - حسنا، ولكننا سنكمل سيرنا غدًا عند شروق الشمس !!

دخل الأصدقاء الخان توجهوا نحو طاولة الاستقبال، والتي كانت تقف خلفها امرأة بدينة بدت من منظرها المتكبر أنها صاحبة الخان: هل يوجد لديكم مكان نرتاح فيه حتى الغد - سأل عاصف. قالت بجلافة وهي تمعن النظر في الحكيم وإكليل: - أيها الفتى نحن لا نستقبل الحيوانات في هذا النزل كاد الحكيم أن يعلق ولكن عاصف أغلق فمه وتمتم في أذنه: لا تتكلم أيها الحكيم، حتى لا يتسبب لنا ذلك بالمتاعب !! قال الشمالي وهو يخرج من ثيابه كيسا به بعض النقود المعدنية سندفع أجرًا مضاعفا إذا ما سمحت بإستقبال الفأر والطائر !!
ترددت قليلا قبل أن تبدي موافقتها :

- احرصوا على أن لا توسخ هذه الحيوانات المكان بقاذوراتها

وضع الشمالي قطعتين ذهبيتين فوق طاولة الاستقبال :

- لا تقلقي هذا لن يحدث - ثم أضاف ممازحًا : فهذه الحيوانات مدربة

جيدا على قضاء حاجتها في الأماكن المخصصة لها !!

همس الحكيم متذمرا :

- نعم نقضي حاجتنا داخل فمك أيها المتعجرف !! بدهشة قالت مالكة الخان

- هل قال هذا الفأر شيئًا ؟!

- لا إنها تخيلات فقط - قال عاصف وهو يُحكم قبضته على فم الحكيم

وأضاف ليخرج من الموضوع : هلا أخذتينا للغرفة ؟!

**

كان جناحًا واسعا ذاك الذي خصصته مالكة الخان لعاصف وأصدقائه مقابل المبلغ السخي الذي دفعوه لها .. لذلك فإنهم عندما أصبحوا داخل الجناح لم يشعروا بأنهم محاصرون بالمساحة، أو كثرة العدد ذهب الشمالي ليجلس عند النافذة وأخذ ينظر في القمر ويتأمل فيه كعادته بصمت محاولا أن يتوصل الإجابات عن الأسئلة الفلسفية الكثيرة التي تسبح داخل

عقله ...
أقترب الحكيم من عاصف وطلب الحديث معه على انفراد، فذهب الاثنان لآخر نقطة في الجناح بحيث يستطيعان الكلام من غير أن يستمع أحد لما يقولانه.. أما سرابي المرهقة بسبب الأحداث الصعبة التي حدثت معها مؤخرًا، فإنها تمددت فوق السرير بجوار إكليل ووضعت يدها فوق ريشه البرتقالي الناعم وكأنها صبية تحتضن لعبتها المفضلة، ثم أغلقت عينيها

ابابيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن