Part 31

4.1K 222 18
                                    

بسم الله نبدأ....

على ارتفاع يزيد عن ألف قدم راح إكليل تحلق في السماء العالية، حاملا فوق ظهره الحكيم متجها به نحو سلسلة الجبال المحرمة التي تسكنها وتسيطر عليها قبائل الأشاوس أملًا في لقاء أيوب كي ينقلا إليه الرسالة التي كلفهما عاصف بنقلها .. ثم وبينما هما في الطريق إذ قال إكليل

متسائلا عن سبب خوف الحكيم :

لماذا خفت ؟!

لم أخف

- قرأت الخوف في عينيك وأنا أعرف قراءة العنون

العيون - قال مصححا ثم أضاف ساخرًا : ليتك تعرف كيف تتكلم !!

لماذا خفت ؟! - كرر السؤال.

أجاب بعد صمت قصير :

لأن عاصف لم يكن متأكدا مما إذا كان أيوب سيكون هناك أم لا

- وماذا في ذلك ؟ !

- أنت لا تعرف شيئًا عن تلك القبائل لذلك لا تشعر بالقلق من ذهابك إليهم أما أنا فقد قرأت عنهم كلاما يدعو للخوف، إنهم أقوياء جدا ولم يسبق لأحد من قبل أن استطاع هزيمتهم، حتى إنه

يُشاع بأنهم أقوى من سكن الأرض...

- نسألهم عن أيوب فقط - قال كما لو أنه لا يرى سببا يستحق الخوف.
- لو ذهبنا إلى هناك ولم نجده عندهم فسيقتلوننا لأنهم لا يثقون

بالغرباء - أجاب مبررا سبب خوفه

صمت إكليل قليلا ثم سأل:

لماذا ؟ !

ألم تسمعني أيها الأبله عندما قلت بأنهم لا يثقون بالغرباء ؟!

لماذا لم تخبر عاصف أقصد ؟!

لأنني لو فعلت فلربما كان سيأمر بإلغاء المهمة.

ثم وبينما إكليل لا يزال يحلق نحو الغرب إذ لمح سلسلة من الجبال السوداء الشاهقة والتي كانت الشمس تستعد للغروب من خلفها فعرف أنه وصل للمكان المطلوب: تمسك سنرتفع قال ذلك ثم زاد من علو ارتفاعه لكي يستطيع عبور قمم الجبال، ولكنه ما كاد أن يتجاوزها ويصبح في المجال الجوي لتلك المنطقة حتى اعترض طريقه أحد أفراد قبائل الأشاوس وقد كان مخلوقا ضخما أسود غريب الشكل لديه جسد حصان مجنح ويملك رأس وجذع إنسان متضخم العضلات، يُمسك في إحدى

يديه فأسا متوهجا ويسأل بصوت ثقيل :

ما الذي جاء بكما لهذه المنطقة ؟!

بدأ إكليل يشعر في تلك اللحظة بأن هناك سائلا دافئا يتسرب من

جسد الحكيم عليه فهمس قائلا:

ما الذي فعلته أيها الحكيم ما هذا الشيء الذي أشعر به في ظهري ؟!

- آسف لم أتمكن من السيطرة على مثانتي !!
ما الذي تتهامسان به أنتما الاثنان - صرخ القنطور عليهما .

ابابيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن