أخذ عاصف قطعة من ثياب والده العابقة برائحة دمه ثم اجتمع هو وأصدقاؤه في ساحة البيت الداخلية، أخرج قلادة الأباطرة من تحت ثيابه وأمسكها بيده ثم ضرب الأرض بقدمه اليسرى ثلاث مرات فانشقت
الأرض وخرجت لهم الشيطانة روزانا سألت وهي تنحني احتراما :
هل أنجز سمو الأمير المهمة ؟!
قال بألم وهو يمد لها قطعة القماش: هذا هو الدم...
لعقت الشيطانة بلسانها قطعة القماش وقالت:
وأين جثة والدك ؟!
لماذا تسألين عنها ؟!
يجب أن أتحقق بنفسي من أنه مات
ذهبت لتتحقق بنفسها من أن بحر قد فارق الحياة فعلا فمن المؤكد أن عائلة الأباطرة سوف يسألونها عن ذلك الأمر لاحقا ويتحققون مما إذا كانت قد رأت الجثة بنفسها أم لا .. وحين فعلت وتحققت من أنه مات
فعلا عادت مرة أخرى لعاصف وقالت بأدب
ستختار شخصا واحدًا من أصدقاءك ليرافقك للقاء عائلتك
تقدم الحكيم واثقا وقال يخاطب البقية:
- لن نتأخر عليكم سنعود سريعًا بعد انتهائنا من لقاء الأباطرة.
ولكن عاصف الذي كان قد قرر شيئًا آخر فإنه قال:سرابي !!
سأل الحكيم ببراءة: ما بها ؟! هي من سترافقني
من سيرافقك ؟ ! - تساءل بدهشة .
ستبقى أيها الحكيم هان فلديك ما تقوم به من أجلي !!
ولكن الحكيم لم يقل شيئًا بسبب الغضب، فقال عاصف:
- أنا أحتاج لحكمة عقلك هنا أكثر بكثير من أي مكان آخر
هل تظن أنك ستضحك علي بهذه الكلمات أيها المتملق ؟!
ابتسم بلطف وهو يقول متسائلاً كما لو أنه يريد مصالحته :
- أنا أثق برأيك أيها الحكيم هل فعلا ترى أنني متملق ؟!
الحقيقة لا - قال الحكيم بنبرة صادقة - أنت فقط أبله ومتهور !!
هل أستطيع أن أثق بك ؟!
نظر إليه الحكيم بعدم رضا ثم قال بعد لحظات:
- أنت تعلم بأنك تستطيع أن تثق دائما بي !!
قال عاصف يشرح لهم الخطة بعد أن اجتمعوا حوله:
- سوف تصعد أنت أيها الحكيم على متن إكليل وتذهبان معا باتجاه
الغرب لآخر حدود مملكة أبابيل حتى تجدا سلسلة من الجبال
السوداء الشاهقة والتي يغرب خلفها نجم الشمس !!
سأل الحكيم بجدية:هل تقصد الجبال المحرمة التي تسكنها قبائل الأشاوس ؟!
هل تعرفها ؟!
بالطبع - ثم أضاف ممازحًا وهو يضحك: لقد سمعت والدك يتحدث عنها قبل أن يموت
وعندما نظر إليه الجميع باستياء فإنه قال مستعيدًا جديته :
وما الذي تريد منا أن نفعله هناك يا ترى ؟! أريد منكما أن تفتشا عن أيوب
أواثق من أننا سنجده ؟! - تساءل بخوف - ماذا إن لم نعثر عليه ؟!
حينها ستنخفض احتمالية انتصارنا في الحرب !!
قرأ إكليل الخوف في عيني الحكيم لكنه لم يعلق، وقال متسائلا :
ماذا نقول لأيوب ؟!
ستقولان له بأن القملة الصغيرة المزعجة تريد منك المساعدة !!
سأل الحكيم: وماذا يعني هذا الكلام بحق السماء ؟!
- أخبراه بذلك فقط وهو سيفهم !!
وبعد أن صعد الحكيم فوق ظهر إكليل وانطلقا غربا نحو سلسلة الجبال المحرمة، التفت عاصف نحو الشمالي وقال:
- وأنت أيها الشمالي ستأخذ جثة أبي وتدفنها في مقابر القرية ثم تعود
لهذا البيت من أجل انتظار عودة الحكيم وإكليل، أما أنا وسرابي
فإننا سنذهب الآن ونعود إليكم بعد الإنتهاء من لقاء الأباطرة...
لك ذلك - قال الشمالي وهو يهم بالمغادرة.
استوقفه عاصف- سوف تدفنه بجوار قبر أمي !!
- وكيف لي أن أعرف قبر أمك من بين كل المقابر ؟!
- عندما تصل هناك ستقودك إليه رائحة الياسمين
- ولكن قد يكون هناك من هو مدفون بجوار قبرها ؟!
- حينها ستقتلع الجثة من تحت الأرض وتضع جثة أبي مكانها !!
**
تمسكت سرابي بثياب عاصف بينما مد هو يده ممسكا بيد روزانا
- هل أنت مستعد يا سمو الأمير ؟!
- أكثر من أي وقت مضى !!
انشقت أرض ساحة البيت الداخلية وهبطت الشيطانة روزانا برفقة عاصف وسرابي متجهة بهما نحو مدينة وبار المفقودة للقاء عائلة الأباطرة صحيح أن مهمة إقناع تلك العائلة لن تكون سهلة ولكن عاصف كان يشعر بالتفاؤل أكثر من أي وقت مضى ليس لثقته بنفسه بل لأن سرابي
كانت معه !!..
انتهى البارت
20 فوت
أنت تقرأ
ابابيل
Fantasy#بقلم احمد آل حمدان وفي يوم رحل زوجها، فقالت: وأنا ماذا أفعل عندما أشتاق إليك؟!، لم يُجبها زوجها "بحر" عن سؤالها، و اتجه نحو الباب مغادرًا، أدار قبضة الباب، و أجال النظر في دروب قرية "الجساسة" المتشابكة، ثم قال قبل أن ينصرف: غني لي يا جومانا، غني و...