P.1

305 15 5
                                        

في أحد فصول مدرسة دويتش الدولية بمدينة إسطنبول ..... بدأ عامٌ دراسي جديد ..... عاد الطلاب القدامى من عطلتهم الصيفية ..... وبدأت ساحة المدرسة تمتلئ بالسيارات الفارهة والضحكات العالية ...... وكأن شيئًا لم يتغيّر ....
مدرسة دويتش الدولية أشبه بتحفة معمارية حديثة .... بواجهتها الزجاجية العريضة التي تعكس أشعة الشمس .... فتجعل المبنى يلمع كأنه قطعة من الكريستال وسط المدينة ...
الباب الرئيسي مصنوع من الزجاج المقوّى .... يفتح على ردهة واسعة أرضيتها لامعة بلون الأبيض .... تعكس الممرات بإتقان ....
يتألف المبنى من ثلاثة طوابق :
في الطابق الأول ... تمتد كافيتيريا الطعام برائحتها الممزوجة بين المخبوزات الطازجة وأصناف الغداء .... وإلى جانبها مكتب التقديم حيث يبدأ كل طالب رحلته في هذه المدرسة ....
أما الطابق الثاني فيضم المكتبة بهدوئها المهيب ورائحة الكتب و الفصول الدراسية المزودة بأحدث الوسائل التعليمية ..... بالإضافة إلى معمل العلوم المليء بالأجهزة اللامعة وأصوات التجارب ....
وفي الطابق الثالث .... تتوزع المكاتب الإدارية وكافيتيريا المشروبات التي تطل نوافذها الكبيرة على ساحة المدرسة ....
في الخارج .... تمتد الملاعب الخضراء لكرة القدم وكرة السلة ....محاطة بمقاعد خشبية للطلاب .... لتكتمل صورة المكان الذي يجمع بين الفخامة والحداثة .....
هذه المدرسة مملوكة بالشراكة بين والد زين ووالد إسلام .... لتكون رمزًا لعلاقتهما التجارية الناجحة ....

 لتكون رمزًا لعلاقتهما التجارية الناجحة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

و

قف أربعة طلاب في وسط الساحة ..... وكانت ضحكاتهم تملأ الأجواء .... كأنهم لم يروا بعضهم منذ سنوات .... رغم أنهم قضوا الإجازة الصيفية سويًا ....
نفس السيارات .... نفس الحقائب ... نفس الوجوه...
لكن الأجواء
كانت مختلفة .... هناك أمر ما .... لم يُقال .... لكن الجميع شعر به .....
هؤلاء الأربعة لم يكونوا طلابًا عاديين ....
أولجان، إسلام، زين، وسفيان، أصدقاء منذ سنوات .... ليس فقط بسبب المدرسة .... بل لأن آباءهم جميعًا من كبار رجال الأعمال .... تجمعهم شراكات وصفقات ضخمة .... مما جعل أبناءهم يترابطون كإخوة أكثر من مجرد زملاء ....
هذا الرابط القوي .... مع مكانتهم الاجتماعية .... منحهم نفوذًا واضحًا داخل المدرسة ....
أولجان بمرح : وحشتوني يا جماعة ...
إسلام ساخرًا : هو أنا مش لسه شايفكم امبارح؟ ولا كان بيتهيألي؟
أولجان متظاهرًا بالغضب : لا لا ... كلامك مش عاجبني أنا خلاص... قررت أن احنا مانعرفكش تاني ....
زين بضحك : خلاص نسمحه المرة دي ... أصلها آخر سنة ... وقلوبنا بيضا....
سفيان متأففًا : آخر سنة ولا أول سنة... أنا شايف نزوّغ ونلعب ماتش في السخان كده نبدأ بيه السنة ....
أسلام : آه طبعًا ... نسيب الدراسة من أول يوم ... فكرة عظيمة ....
زين بضحك : حبيبي .... قلبه عَلي التعليم ....
إسلام : تعليم إيه يا عم؟ أبويا قالّي لو ما نجحتش السنة دي .... هيشغّلني معاه في الشركة... وأنا مش ناقص ذل ...
ضحكوا جميعًا ... ثم قال أولجان وهو يتجه نحو باب المدرسة : يلا بينا نّروح قبل ما حد يفتكر إننا جايين نتعلم بجد ... جو التعليم دة مش جوي ...
بينما كان الأولاد يسيرون باتجاه مبنى المدرسة، ظهرت فتاتان على الطرف الآخر من الساحة .... تالين، أخت زين الصغرى، كانت تسير بخفة وهي تلوّح بيدها بسعادة، ترتدي زي المدرسة الرسمي وتبدو واثقة ... إلى جانبها جاءت لينا ... تسير بخطى هادئة ... نظرتها ثابتة على زين ... وابتسامة صغيرة على وجهها .... وكأنها تنتظر اللحظة المناسبة لتقترب منه ....
تالين بابتسامة واسعة : هو إحنا نقدر نبدأ السنة من غير ما نشوفكم بتضحكوا كده .... كأنكم مش هتشوفوا امتحانات ....
إسلام بضحك : ما هو الضحك بيقلب نكد في الآخر... فخلينا نلحق ....
زين ناظرًا لأخته : إنتي جيتي بدري ليه النهارده ...
تالين : ما هو أنا كنت متحمسة ... وآخر سنة بقي ... لازم نبدأها صح ...
وقبل أن يكمل زين حديثه اقتربت لينا منه ... وضعت يدها بخفة على ذراعه ... وقالت بابتسامة : وحشتني من إمبارح لحد النهارده ...
زين بابتسامة خفيفة وهو ينظر إليها : شكلك كنتي بتعدّي الساعات ....
لينا وهي تمشي بجانبه : هو في حد ما بيعدّهاش ؟ .....
ضحك الأولاد بخفة ...وبدأوا جميعًا يسيرون نحو مبنى المدرسة ....
لينا كانت تسير بجوار زين ... خطواتها متناغمة معه ... وعيناها تفضحان ما يدور في داخلها... هذه السنة لن تكون كسابقتها .... عليها أن تنتهي بخطبتها منه .... على الأقل ....
أما زين .... فلم يكن يبالي... الجميع يعرف أنه لا يحبها ... وهي تعرف ذلك جيدًا ... لكن الأمر لا يعنيها... أرادت زين ... ويجب أن تحصل عليه ... وبسبب الروابط العميقة بين العائلتين وحب أهله لها ... لم يكن أمامه مجال للابتعاد عنها ...
ضحكوا جميعًا، ثم توجهوا إلى الداخل .... حيث ساحة المدرسة الداخلية الواسعة التي تطل على كافيتيريا الطعام في الدور الأرضي .....
جلسوا على إحدى الأرائك الطويلة ... وأمامهم الكافيتيريا الزجاجية التي بدأت تمتلئ بالطلاب الجدد والقدامى ....
خرجت ليان وديانا من أحد البيوت البسيطة في الحي ... بخطوات سريعه في الشوارع هادئه ....
وصلوا لبوابة المدرسة .... ومشوا ناحية مكتب التقديم في الدور الأرضي ... الموظفة رفعت عينيها من الورق وقالت : مين فيكم ليان يلديرم ....
ليان أومأت : أنا ...
الموظفة قلبت في الأوراق : لسه ناقص ورقة لازم توقيع المدير عليها ... مكتبه في الدور التالت ...
ليان نفخت بتضايق : يعني لازم أطلع دلوقتي ...
الموظفة بابتسامة معتادة : أيوه .... مش هينفع نكمّل التسجيل من غيرها ....
التفتت ليان لديانا: استنيني هنا .... مش هطوّل ...
ديانا أومأت وهي بتبص حواليها بفضول تمام .... بس ما تتأخريش ...
دخلت ليان الي الأسانسير لتصعد الي الدور الثالث .... تاركه ديانا أمام مكتب التقديم .... وسط الزحمة والهمسات من الطلبة الذين يراقبوهم بنظرات الفضول ...
وبينما كان يتحدث الشباب عن المدرسين والصفوف ... وقف زين وهو يقول بنبرة هادئة : رايح أجيبلي قهوة من فوق قبل ما الجرس يرن ...حد عايز حاجة ....
سفيان : هاتلي معاك واحدة ... بس متتأخرش ... دي آخر سنة .... مينفعش نطرد من أولها ....
ابتسم زين .... ثم استدار متوجهًا إلى السلالم التي تقوده إلى الدور الثالث ... حيث تقع الكافيتيريا الثانية للمشروبات والمكاتب الإدارية ....
في الطابق ذاته كانت ليان قد خرجت لتوّها من مكتب المدير بعد أن أنهت توقيع الأوراق الرسميه الممسكةً بهم .... وقفت للحظات تبحث عن طريق العودة ... حتى لمحَت الأسانسير في نهاية الممر ...
اما زين واقفًا عند الدور الأرضي .... يستند بكتفه إلى الحائط الرخامي المجاور للأسانسير ... يضغط الزر مرّة... واثنتين... وثلاث ....
تنهد بضيق وهو ينظر إلى الشاشة الصغيرة فوق الباب المعدني ... الأسانسير ما زال ثابتًا في الأعلى ... لا يتحرك ....
زين بضيق : إيه ده؟ واقف ليه؟ قال جملته وهو يعيد الضغط بعصبية واضحة ....
في الطابق الثالث .... كانت ليان تضغط علي الزر بملل ....
تحرك الأسانسير ببطء... ولكن بدلاً من أن ينزل لزين .... بدأ يصعد نحو ليان .... في الطابق الثالث .... وصلت ليان للأسانسير .... ودخلته بهدوء .... وضغطت على زر الطابق الأرضي ....
في الأسفل، رفع زين حاجبيه بدهشة : إزاي طالع؟ أنا اللي ضغط من الأول ....
نظر الي الزر بغيظ ... ثم بدأ يصعد وهو يتمتم بانفعال ... و عند ثالث خطوه ... سمع صوت الأسانسير و هو يفتح .... نزل زين بسرعه و وقف أمام الأسانسير ...
صمت للحظة ... نظر داخل الأسانسير .... ثم نظر إليها مباشرة ....
فتاة تقف داخل الأسانسير بهدوءٍ لا يخلو من الثقة ....
بشرة فاتحة .... وعينان بنيتان تنظران إليه بثبات غريب .... شعرها البني المنسدل على كتفيها يتحرك بخفة .... وغمازتان صغيرتان تظهران للحظة حين تتغير ملامحها باستفزاز محسوب .....
كانت أقصر منه بمقدار واضح .... لكنها لم تحاول رفع رأسها .... وكأنها ترفض أن تعترف بفرق الطول بينهما ....
وبالمقابل...
وقفت هي تُراقبه بصمت ..... وقد بدا عليها شيء من الدهشة العابرة ....
شاب أطول منها بكثير ....بشرته فاتحة .... وعيونه بلونٍ أزرق بارد .... شعره القصير يحمل تدرجات من البني الفاتح يختلط بخيوط شقراء خفيفة .... نظراته مستقيمة .... وصوته حين تحدث ... بدا حادًا أكثر مما توقعت ....
زين بصوت يبدو فيه الغضب : انتي اللي كنتي بتسحبي الأسانسير ...
ليان ببرود : يعني لو قلت آه ... هتضربني؟ ولا هتشكي للإدارة؟ ....
زين : ولا دي ولا دي... بس إنتي واضح إنك بتسحبي حاجات مش ليكي ...
ليان بضحكة خفيفة : حاجات مش ليا؟ ده أسانسير مش موبايلك مثلًا...
زين : كنت مستنّيه من تحت .... فضلت أدوس ... لقيته طلعلك غريبة أوي الصدفة ....
ليان بضحكه استفزازيه : يمكن الأسانسير عنده ذوق ....
زين بيبص لجوا الأسانسير : ذوقه محتاج يتظبط... شكله بايظ من كتر اللي بيركبوه غلط ....
ليان بترفع حاجبها : واضح إنك شخص سهل يُستفز ... تعرف اني بحب الناس دي اوي ....
زين بيرفع حاجبه : انتي جديدة هنا صح؟ باين من أسلوبك ....
ليان: اه .... ودي أول خناقة... بس شكلي هعيش كتير هنا .... فـ استعد ....
زين بضحكة هادية : أنا مستعد من زمان... بس إنتي؟ شكلك هتتعبي ....
ابتسمت له ليان و تحركت من أمامه ... دخل زين الي الاسانسير و صعد الي الطابق الثالث ....
تحركت ليان ناحيه مكتب التقديم و اختفت ابتسامتها تدريجيا .... ظهر الغضب بدلا منها ... وصلت إلى مكتب التقديم .... حيث كانت ديانا تقف تنتظرها .... متكئة على الحائط ... وعينها تراقب القادمين والذاهبين بتوتر خفيف ......
ديانا بقلق : إيه ده .... وشك عامل كده ليه؟ حصل إيه؟ ....
ليان بغضب وهي تعطي الاوراق للسيده امامها : ولا حاجة ... واحد غلس قرر يختار أول يوم و يطلعلي انا بالذات فيه ....
ديانا بضحكة خفيفة : غلس؟ مين ده؟ ده الاستاذ ولا إيه؟ .....
ليان : استاذ إيه ... طالب .... واقف قدام الأسانسير و
بيتكلم كأنه هو اللي صمّمه .... او هو اللي اخترعه ....
ديانا بضحك أكتر : ماشي يا استاذه .... من أولها كده بتبدأي المشاكل ...
ليان : هو اللي بدأ ... بس والله يا ديانا شكله استفزني بجد .... اللي هو ... مش عارفة أوصفلك .... بس طريقته غريبة أوي .... بيبص كأنك مش موجودة أصلاً .... لو كان بيكلم الهواء ... كان كلمه احسن من كده ...
ديانا وهي بتغمز ليها : يعني شكله حلو .... وسيم و كده ..
ليان بسرعة : بصي انا بقول ايه و انتي بتركزي ف ايه ... إحنا جايين نبدأ بداية نظيفة... مش هنخش في حوارات مع ولاد منعرفش طالعين منين ....
ديانا بضحك : طب يلا ... يلا نخلص الورق ونخش الفصل قبل ما الموضوع يكبر و يبقي حوار في أول يوم كده ...
و في نفس الوقت علي الناحيه الاخري ... عاد زين بخطوات سريعة نحو الساحة الداخلية في الطابق الأول ... حيث وقف أصدقاؤه ينتظرونه بالقرب من بوابة الكافيتيريا ....
كان وجهه يحمل لمحة من الانفعال ... لكنّه يحاول التظاهر بالهدوء ....
إسلام بضحك : إيه يعم ... طولت كده ليه؟ ... وقعت في الأسانسير ولا إيه .....
سفيان بسخريه : شكله طلع ورا الطلبة الجداد يعرفهم علي المدرسه و يرحب بيهم ....
أولجان بضحك : لا لا ... ده وش واحد اتخانق ... مش وش ترحيب ....
زين : ولا خناقه ولا حاجة... واحدة سخيفة كانت بتسحب الأسانسير مني ....
سفيان باهتمام مفاجئ : بنت؟ ....
زين بكسل : ما انا بقول واحده .... شكلها طالبة جديدة ... داخلة المدرسة أول يوم وشايفة نفسها ... سحبت الأسانسير قبلي وأنا اللي واقف الأول ....
إسلام : يعني ... واحده جديده وبترد عليك؟ ده انتحار رسمي ....
سفيان : استنى كده .... كانت حلوة ...
زين : كل اللي شوفتوا ان دمها تقيل ... و شكلها عادي يعني ...
اسلام بضحك : خلاص ... دي هتبقى بداية جميله .... لسنة كلها مشاكل ...
اقتربت منهم لينا بعد أن كانت تتحدث مع بعض أصدقائها ....
في زاوية مطلة على مكتب التقديم ... وقف الشباب يتكّئون على السور الحديدي القصير .... أكواب القهوة في أيديهم .... ونظراتهم تتنقّل بين الوجوه الجديدة التي بدأت تمتلئ بها المدرسة ....
كانت لينا تقف بالقرب من زين ....كتفها شبه ملامس له .... ونظرتها مشغولة بالفتيات أمام مكتب التقديم ....
إسلام بيلفت نظرهم : بصوا هناك ... البنتين دول شكلهم جداد ....
سفيان : اه ... أول مرة أشوفهم ... واضح إنهم داخلين السنة دي .... حد يعرفهم؟ ....
لينا وهي بتعدّل شعرها : لو كانوا بنات عيله غنيه ... كنا اكيد عرفناهم .... بصراحه مش فاهمة إزاي بيقبلوا أشكال زي دي عندنا ...
أسلام : ممكن يكونوا جايين بمنحة... إنتي عارفة إن الإدارة بتحب تعمل فيها طيبين ...
زين و هو يأشر علي ليان : هي دي اللي كانت بتسحب الاسانسير ...
سفيان باعجاب بشكلها : و هي دي شكلها عادي .... ربنا يسامحك ...
لينا و هي تنظر بتعالي : بالعكس .... شكلها عادي جدا ... انت بس اللي بتحب تكبر الأمور .... شكلها اصلا بتحب تلفت الانتباه و خلاص ...
زين ببرود : هي أكتر واحدة بتحب كده فعلاً...
في تلك اللحظة ... كانت ليان تلتفت بنصف وجهها ... عيناها تبحثان في الساحة للحظة ...
ثم وقع نظرها على زين ... نظرت اليه باستهزاء ... ثم نظرت أمامها مره اخري ...
سفيان بعد ما لاحظ ما حدث : دي شكلها مش هتعدي يوم من غير ما تعمل مشكلة ....
ثم دقّ الجرس ... فبدأ الطلاب يتحرّكون نحو مبنى الفصول ... وصوت الحماس يختلط بخطوات الترقب ... فمهما بدا كل شيء طبيعيًا .... كان هناك شعور داخلي بأن هذه السنة مختلفة ....
في أحد الفصول الأكثر حيوية وضجيجًا في المدرسة ... المعروف إنه «الأشرس» من حيث الطاقة والتنمر ...
جلس جميع الطلاب في أماكنهم .... الضحك والهمس لا يتوقف .... انفتح باب الفصل فجأه ....
دخل المدير بخطوات واثقة .... وبجانبه الاستاذ المسؤول عن الحصة الأولى ...
خلفهم مباشرةً .... كانت ليان وديانا تمشيان بخطوات مترددة ...لكن واثقه ... عيون الفصل كله اتجهت نحوهما ....
المدير بابتسامة رسمية: صباح الخير ... يا جماعة ....
النهاردة عندنا طالبين جداد ... انضموا ليكم في الصف ده ... انهي جملته و أشار ناحية ليان وديانا ...
المدير : اتفضلوا يا بنات .... عرفوا بنفسكم ...
ليان بنبرة ثابتة : اسمي ليان .... ليان يلديرم ....
توقف الهمس للحظات بعدما شددت ليان علي اسمها الاخير .... ف هي من أكبر العائلات و اعرقها .... و عائله يلديرم معروفه بمجموعات شركاتها خارج و داخل إسطنبول ... و كانت عائله يلديرم محط الأنظار ف الفتره الاخيره .... خصوصا بعد وفاه والد ليان ايلغار يلديرم .... نظر الجميع إليها بصدمه و بدأ الشباب ف النظر الي بعضهم باستغراب و فجأه عاد الهمس لكن بصوت اعلي ...
ديانا بخجل : وأنا ديانا ....
المدير : كويس ... إحنا مبسوطين بانضمامكم ...
بس قبل أي حاجة ... عشان الناس تعرف ... أنتو دخلتوا المدرسة إزاي؟ ....
ليان بهدوء و ثبات : أنا بمنحة دراسية ... وديانا لا ....
ضحكات مكتومة بدأت تتسرب في الفصل ....
نظرات بعض الطلاب حملت استخفافًا .... وبعضهم رمقها بنظرة مستعلية ....
( لكن لحظه ... كيف لابنه واحده من اغني العائلات ان تدخل الي مدرسه بمنحه ؟)
هذا السؤال هو الذي دار في زهن الجميع ... لكنهم لم يهتموا بالاجابه ... همهم الوحيد هو مضايقتهم ليس إلا ...
أولجان همس بضحكة : تحس إن الفصل بقى فيه مستوايات فجأة ....
زين و هو ينظر لليان بسخرية : يعني نعمل حسابنا إننا هنبدأ نتعلم التواضع ... عشان نعرف نتعامل معاكي ...
ليان رفعت حاجبها وردت بسرعة : أنت محتاج تتعلم حاجات كتير قبل ما توصل للتواضع ....
خيم السكون علي الفصل للحظات بعد جملتها ...
نظرات المفاجأة كانت تملئ الفصل .... نظرت لينا إليها بغيظ و كره واضح ... اما زين رفع حاجبه بتحدي مع ابتسامه صغيره علي وجهه ....
الاستاذ بتدخل سريع : خلاص ... يا جماعة ... ليان وديانا ... اتفضلوا اقعدوا ... وخلينا نبدأ الحصة ....

قصة حياتنا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن