وقف زين أمام ليان ... عيونه الزرقاء تلتمع بالتحدي ....
اما ليان ... ابتسامتها الخفيفة تغطي على غضبها ... عينيها البنيتين التي تشبه لون القهوة تمتلان بالثقه ....
زين بلهجة هادئة مع ابتسامه : واضح إنك مش زي باقي الناس هنا ...
ليان ردّت وهي تبتسم باستفزاز : وأنت واضح إنك متعود الكل يبصلك ....
زين و هو يميل برأسه وكأن كلامها انال إعجابه : وأنتِ مش من النوع اللي بيبص ... صح؟ ...
ليان بنظره ثقة : أنا من النوع اللي بيخلي الناس تبص ....
زين بابتسامة و هو يرفع حاجبه باستنكار : دي أول مرة أشوف حد بيكلمني كده من أول يوم ....
ليان رفعت حاجبها بثقة : اتعود... يمكن دي مش آخر مرة ...
زين بابتسامة جانبيه : واضح إنك مش من النوع اللي بيخاف بسهولة ... بس يهمني أشوف الشخصية دي بعد ما لينا تعملك استقبالها الخاص ... زي ما عملته لقريبتك ....
رفعت ليان حاجبها بثقة و قالت بنبرة هادئة لكن حادة و هي تضع يدها علي كتفه : و عيزاك تعرف كمان .... انت و لينا سوا .... اني مش من النوع اللي بيتراجع بسهوله ...
زين بابتسامة : حلو ... ده يخلي اللعبة أمتع ...
ليان بنظرة متحدية : مستعدة ... و أكتر ....
و في نفس اللحظة ... مر المدير امامهم ... بخطوات هادئة ... نظر اليهم بنظره استغراب مخلوطه بصدمه خفيفه ... ابتسم بهدوء و قال بصوت ملئ بالوقار : التاريخ دايمًا بيكرر نفسه ... واللي حصل زمان .... بيلاقي طريقه يرجع بيها تاني ... يمكن حتي انتوا متعرفوش تمنعوه ...
نظر الاثنان إليه باستغراب .... أنزلت ليان يدها بهدوء من على كتف زين .... كلمات المدير ارتدت في أذنيهما .... تاركة أثرًا غير متوقع ....
زين شعر بوخزة فضول في قلبه .... وعيناه تلمعان وهو يحاول فهم مغزى الجملة.... كان هناك شيء غامض فيها .... شيء لم يفهمه بالكامل ....
ليان بدت أكثر تحفظًا .... تحاول إخفاء الدهشة التي شعرت بها .... قلبها تسارع قليلًا لشعورها أن كلمات المدير تعنيها هي وزين .... لكنها حاولت الحفاظ على هدوئها الخارجي ....
كان الاثنان يحاولان إقناع نفسيهما بأن الكلمات كانت عابرة وغير مقصودة من المدير .... لكنها حملت شيئًا لم يُقال صراحة ....
الصمت بينهما لم يكن ثقيلاً.... لكنه مشحون بالإحساس بأن شيئًا ما يُقصد بهما في كلمات المدير.... حتى لو لم يتمكن أحدهما من التعبير عنه بعد....
زين بنظره مليئة بالاستغراب : حضرتك تقصد إيه بكلامك ده؟ ....
تلعثم المدير للحظة .... كما لو أدرك فجأة ما قاله .... ثم ابتسم محاولًا التصحيح : اه .... لا أقصد مجرد مثال عام .... حاجة مش مرتبطة بأي حد هنا تحديدًا .... يعني الكلام طلع كده من غير قصد ....
قال جملته وتحرك بسرعة من أمامها .... كما لو كان يهرب من شيء ....
بعد أن اختفى المدير .... بقي الصمت يخيم على المكان.... لكنه لم يكن فارغًا من التفكير ....
ارتباك المدير وتلعثمه أثار فضولهما أكثر وأكثر ....
زين شعر باندفاع مفاجئ من الفضول .... يحاول تحليل كلمات المدير .... لماذا قالها؟ .... العديد من المشاعر تسللت إليه .... لكنه حاول إخفاءها خلف ابتسامة هادئة .... كعادته ....
ليان من جانبها نظرت إلى الأرض للحظة .... تفكر في كل كلمة .... كل نبرة .... كل معنى محتمل .... شعور والارتباك اجتاحها ....
كسر حالة الصمت والهدوء خروج ديانا من الحمام .... نظرت إليهم باستغراب وقالت : ليان .... يلا ...الجرس رن .... يلا على الفصل....
أومأت ليان برأسها وسارت خلفها .... وأدارت رأسها لترى زين ينظر إلى طيفها بعيون مليئة بالتفكير في كلمات المدير الغامضة مثلها تمامًا ....
رن الجرس معلنًا بدء الحصص .... ومرت الدروس بسلاسة نسبية .... كل شخص منهم مركز انتباهه على ما أمامه.... لكن أفكار ليان وزين لم تفارق اللحظة التي مروا بها مع المدير ....
أنت تقرأ
قصة حياتنا
Romanceلم تكن أعينهم تراهم خطرًا ولم يتوقع أحد أن دخولهم الصامت سيُغيّر كل شيء في البداية لم يتغير شيء واضح لكن شيئًا غير مرئي بدأ يتحرك في الخلفية الأحاديث اختلفت، التفاصيل لم تعد كما كانت، والراحة التي اعتادها الجميع بدأت تتلاشى وكل ما ظنه الجميع ثابتًا...
