بعد جملتها صعق كلا من اسلام و سيرين بعد ما سمعوه ...
اسلام بصدمة و عصبية : ايه الكلام اللي انت بتقولوا دة ... ازاااااي يعني ...
الام بتهدئة : حبيبي ممكن تهدي عشان خاطري ... عايزين نلاقي حل ..
اسلام بعصبية أكبر : حل .. حل لايه اصلا ... انتو بتكدبوا عليا صح ... قولوا انكوا بتكدبوا عليا .. مستحيييل دة يحصل مستحيييل ...
قال جملته الأخيرة و هو يقوم بطرق يده في الحائط بقوة حتي بدأت في النزيف ...
الام ببكاء و هي تحاول أن تزيح يده مع علي الحائط : حبيبي كفايه .. كفاية ارجوك احنا هنحاول نعمل اللي في ايدينا ...
احتضنته و هي تبكي و تحاول تهدئته اما هو فبدأ في البكاء و هو يحتضن امه بشده و قهرة انه سيفقد الإنسانة التي يحبها ...
و فجأة خرج من حضنها و هو يقول : احنا ممكن ننقلها في مستشفى كبيرة برا تركيا .. ممكن صح .. ممكن ؟
الاب بيأس : دي أكبر مستشفى في إسطنبول يا حبيبي .. و الدكتور قال ان الورم منتشر و بشدة في الدماغ ... و من المستحيل انهم يشيلوه او حتي يبدأوا في الكيماوي ...
و بعد جملته الأخيرة وضع يده علي راسه بألم و يأس و قهرة و سقط علي الارض و هو يتخيل حياته التي لا تسير بدونها ... لم تكن كالمربية بالنسبه له كانت صديقته و اخته و رفيقته و والدته الثانية ... كانت الوحيدة التي تفهمه و تستطيع تهدئته حتي اكثر من والدته .. كيف ستكتمل حياته و يومه بدونها .. هو يعلم أن هذه أيامها الأخيرة .. و انها لن تعيش اكثر .. و لكن لا يستطيع تصديق هذا .. عقله و قلبه لا يتقبلوا تلك الفكرة .. كان يشعر بالف شعور .. كان يشعر بحالة من الإنكار و عدم الفهم و عدم التصديق ... كان يفكر في اشياء كثيرة و قلبه يشعر بالعديد من الاحاسيس و المشاعر ... و لكن الشعور المسيطر عليه هو شعور الحزن و الفراق ...و علي الناحية الاخري و مع سيرين .. كانت هي الاخري في حالة من الإنكار مثل اسلام تماما و لم تصدق
كانت تنظر أمامها في صدمة و ذهول شديد ... هل ما سمعته حقيقي .. هل ستموت امها ... هل حالتها متأخرة لدرجة ان العلاج لا يفيد .. لا والف لا .. لم تستطيع تصديق حياتها بدون امها و اختها و رفيقتها و ابوها و كل ما لها .... في هذه اللحظة انهارت جميع كيانها و حصونها ... سيرين بانكار و بكاء : لا .. لا .. ماما .. ماماااا .. لا .. لا ...
بدأت تبكي بكاء صامت و هي تسقط علي الارض .. بكاء يعبر عما بداخلها من حروب و قهرة ... بكاء يحمل الف معني و معني ... هي عاشت حياتها باكملها مع ام عظيمة .. ضحت بنفسها و حياتها و عائلتها حتي تعيش معها هي فقط ... حمْلت نفسها فوق طاقتها و صحتها لكي تعيش سيرين حياة كريمة تسعد بها ... كيف .. كيف و هي يومها باكملها معها هي ... كيف ستسير حياتها اساسا و كيف ستكتمل .. كيف و هي من صغرها لم تجد بجانبها الا امها .. عاشت معها طفولتها و مراهقتها و ادخلتها احسن المدارس و اعطتها احسن الملابس بقدر ما استطاعت .. كانت دائما تريد أن تُشعرها انها احسن من غيرها و انها ليست اقل منهم ... كانت دائما تخبرها ان دراستها اهم من اي شيء و ان مهما ما يحدث يجب الا تتأثر دراستها ... ظلت تبكي و تبكي بشده علي حال امها المريضة و التي كانت بالطبع تشعر بالمرض و لم تخبرها حتي لا تحزنها و لا تتأثر دراستها ... كانت تذهب الي عملها و هي مريضة حتي لا تذهب سيرين العمل بدالها ... و لكن ماذا الان .. ستموت ديلا و ستتعب سيرين في حياته ...
أنت تقرأ
قصة حياتنا
Romanceالقصص لا تنتهي و الحكايات لا تفني نظل نصنع ذكريات تحفظ في القلب ليس في العقل لأنه لا يمكن صنعها مرة اخري في أي مكان .... ملحوظة : الرواية هتكمل من الحساب دة